كاتب أمريكي كبير: إسرائيل على حافة الانهيار تحت حكم نتنياهو
رسم الكاتب والصحفي الأمريكي توماس فريدمان صورة قاتمة لمستقبل إسرائيل تحت قيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مشيرًا إلى أن الحرب الجارية في قطاع غزة تحولت إلى وسيلة لضمان بقاء نتنياهو في السلطة، على حساب المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء.
وفي مقاله بصحيفة نيويورك تايمز، وصف فريدمان الحكومة الإسرائيلية بأنها تمارس الانتحار السياسي والاقتتال الداخلي في الوقت نفسه، قائلًا: "فهي تدمر مكانة إسرائيل عالميًا، وتقتل المدنيين في غزة بلا أي اعتبار لحياتهم، وتمزق المجتمع الإسرائيلي واليهودي حول العالم بين مؤيدين يصرون على الوقوف مع إسرائيل مهما فعلت، وبين من لم يعد بمقدورهم تحمل أو تبرير سياسات هذه الحكومة".
وأشار الكاتب إلى الغارة الجوية التي استهدفت مستشفى في جنوب غزة وأدت إلى مقتل ما لا يقل عن 20 شخصًا، بينهم صحفيون ومسعفون، موضحًا أن وصف نتنياهو لما حدث بـ"الحادث المأساوي" يعكس استراتيجية تهدف لإطالة أمد الحرب لضمان بقائه في الحكم وتجنب محاكمته عن إخفاقاته في منع هجوم حماس المفاجئ في أكتوبر الماضي.
وذكر فريدمان أن نتنياهو يعتمد على دعم وزراء اليمين المتطرف مثل بتسلئيل سموتريتش، الذي يسعى لتكثيف الاستيطان في الضفة الغربية وتهجير الفلسطينيين، تمهيدًا لضم مناطق جديدة. وأكد أن إسرائيل، رغم تدميرها البنية العسكرية لحماس وقتل معظم قادتها، تبرر استمرار الحرب بمطاردة قادة ميدانيين أقل شأنًا وسط المدنيين، ما يؤدي إلى سقوط عشرات الضحايا الأبرياء.
وأوضح الكاتب أن الحكومة الإسرائيلية تجبر مئات الآلاف من المدنيين على النزوح، ثم تقوم بتدمير منازلهم لتجعل حياتهم لا تطاق، مستفيدًا من سياسة التلاعب بالمساعدات الإنسانية لإجبار الناس على المغادرة، وهو ما وصفه فريدمان بأنه قتل عمد سياسي وإنساني.
وحذر فريدمان من أن استمرار هذه السياسات سيؤدي إلى انقسام واسع داخل المجتمع الإسرائيلي والكنس اليهودية حول العالم، خاصة مع خروج مئات الآلاف من الإسرائيليين للاحتجاج ضد الحكومة، ما قد يجعل إسرائيل دولة منبوذة دوليًا بحيث يتردد المواطنون الإسرائيليون في التحدث بالعبرية خارج البلاد.
وختم الكاتب بالقول إن الحرب الحالية لم تعد حرب دولة ضد جماعة مسلحة، بل أصبحت حربًا لإبقاء نتنياهو السياسي في السلطة، محذرًا من أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد يكون وقع ضحية خداع نتنياهو الذي أقنعه بالتخلي عن خيار وقف إطلاق النار لصالح وهم "النصر الكامل".