أصدرت جمعية الحمضيات الأردنية الزراعية التعاونية بياناً شديد اللهجة حول أزمة أسعار الليمون الأصفر المستورد في السوق المحلي، مؤكدة أن ما يجري لا علاقة له بآليات العرض والطلب، وإنما نتيجة لممارسات احتكارية وتجاوزات خطيرة ارتكبها بعض كبار التجار، بالتواطؤ مع تقصير إداري في وزارة الزراعة السابقة.

وقالت الجمعية في بيانها إن أسعار الليمون الأصفر وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، حيث يباع للمستهلك الأردني بما يتراوح بين 3.5 و4 دنانير للكيلو الواحد، بينما يصل سعر الجملة في السوق المركزي إلى 3 دنانير، وهو ما أثقل كاهل المواطنين وأرهق أصحاب المطاعم والفنادق الذين يعتمدون على هذا المنتج بشكل أساسي.

وكشفت الجمعية، استناداً إلى وثائق رسمية من دائرة الجمارك، عن خرق واضح للاتفاقية الرسمية الخاصة باستيراد الليمون، والتي كانت تنص على إدخال 3000 طن فقط قبل 15 آب الجاري، غير أن الكميات المستوردة قاربت 6000 طن، وهو ما أثر سلباً على المنتج المحلي الأردني وألحق خسائر كارثية بالمزارعين.

وأوضحت الجمعية أن الملف لا يتوقف عند حدود الأسعار أو الكميات، بل يمتد إلى عمليات تضليل واضحة، إذ لجأ بعض التجار إلى تخمير الليمون المحلي حتى يتحول لونه إلى الأصفر، ثم تسويقه على أنه ليمون مستورد وبأسعار مرتفعة، وهو ما وصفته الجمعية بأنه "خداع للمستهلك وضرب للقطاع الزراعي في الصميم".

وأشارت النشرات اليومية لسوق عمان المركزي – بحسب الجمعية – إلى أن آخر كمية من الليمون المستورد دخلت بتاريخ 31 تموز وبلغت 68 طناً فقط، إلا أن الكميات التي سُجلت كـ"ليمون محلي" قفزت بشكل غير مسبوق من 22 طناً إلى 193 طناً في اليوم التالي، ما يثبت – وفق البيان – وجود عملية تمرير للليمون المستورد على أنه محلي لإخفاء التجاوزات.

وحملت الجمعية الإدارة السابقة لوزارة الزراعة كامل المسؤولية عن هذه الممارسات المتكررة، مطالبة بفتح تحقيق فوري وشفاف لكشف الجهات المتورطة ومحاسبة المحتكرين والمتلاعبين، وضرورة فرض سقوف سعرية عادلة لحماية المستهلكين والمزارعين على حد سواء.

وأكدت الجمعية ثقتها بوزير الزراعة الجديد، الدكتور صائب خريسات، في متابعة الملف واتخاذ الإجراءات الحازمة، مشددة على أن ما يجري يخدم مصالح "أفراد لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة"، بينما يضر بملايين الأردنيين والمزارعين.

وختمت الجمعية بيانها بدعوة المواطنين إلى شراء الليمون المحلي الطازج، الذي يتراوح سعره في الأسواق المركزية بين 60 و125 قرشاً للكيلو الواحد، مؤكدة أن جودته أعلى من المستورد الذي يخزن في البرادات منذ شهور. كما شددت على أن دعم المزارع الأردني هو السبيل الوحيد لمواجهة الاحتكار وحماية الأمن الغذائي الوطني.