المومني لـ"أخبار الأردن": العلاقات الأردنية الإسرائيلية بلغت مرحلة الأزمة الجذرية

 

قال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية الأستاذ الدكتور حسن المومني إن الحرب الجارية، بما تحمله من ضبابية وتعقيد في مساراتها، قد تقود أحيانًا إلى تقاطع مصالح الأطراف المتصارعة، لا من باب التوافق، وإنما بدافع "الوجودية" التي تفرض نفسها على الطرفين.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ينظر إلى الحرب باعتبارها أداة لتعزيز نفوذه الداخلي وترسيخ موقعه في السلطة، فضلًا عن إقناع الرأي العام الإسرائيلي بأنه يدافع عن وجود "إسرائيل" ويملك اليد الطولى في إدارة الصراع.

وبيّن المومني أن حركة حماس من جهتها، وقد استثمرت سنوات طويلة في بناء قدراتها وخوض هذا المسار، ترى أن ما يُعرض عليها في إطار أي تفاوض – مثل نزع السلاح أو غياب الوجود السياسي – غير مغرٍ ولا مقبول، ما يجعلها أيضًا تخوض الحرب دفاعًا عن وجودها، وبالتالي، تلتقي مصالح الطرفين في استمرار الصراع، بما يدفع الحرب إلى مسار طويل الأمد.

وفيما يتعلق بالموقف الأردني، شدّد على أن المملكة منذ البداية عبّرت عن موقف واضح وصريح ضد هذه الحرب، منسجمًا مع الموقف العربي العام، حيث دعا الأردن إلى إقامة دولة فلسطينية ضمن عملية سلمية شاملة، مستطردًا أن الأردن لعب دورًا إنسانيًا بارزًا في قطاع غزة، فضلًا عن تحركه الدبلوماسي والسياسي المكثف من أجل وقف إطلاق النار، إدخال المساعدات، ثم فتح أفق سياسي للتسوية.

ونوّه المومني إلى أن الأردن يتعامل مع القضية الفلسطينية من زاوية مؤسسية وقانونية، إذ يعترف بالدولة الفلسطينية، وبمنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني، دون الانخراط في التعامل الفصائلي الضيق، رغم وعيه بالواقع على الأرض في غزة.

واختتم حديثه بالإشارة إلى أن هذه الحرب أفضت إلى توتر غير مسبوق في العلاقات الأردنية – الإسرائيلية، وصل إلى مستوى "الأزمة الجذرية"، موضحًا أن تجربة الأردن مع نتنياهو منذ تسعينيات القرن الماضي كانت دومًا إشكالية، وأن الحرب الأخيرة فجّرت حالة من التوتر دفعت العلاقات إلى حافة المواجهة المفتوحة.