خطوات على الأردن انتهاجها من أجل القادم
قال المحلل السياسي الدكتور رامي العياصرة إن مواجهة التحديات الراهنة تتطلب من الدولة الأردنية انتهاج مقاربة واقعية تقوم على صياغة برنامج وطني متكامل، يهدف إلى تحصين الجبهة الداخلية وتبريد الملفات الخلافية، مع بث رسائل طمأنة للأردنيين بأن دولتهم قوية بجيشها وأجهزتها ومؤسساتها الدستورية.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن هذه المرحلة تفرض بالضرورة إشراك كل المكونات السياسية والاجتماعية، بحيث لا تنفرد الحكومة وحدها بعبء المواجهة، وإنما تتظافر الجهود الرسمية والشعبية والحزبية والنقابية والشخصيات الوطنية في الدفاع عن استقرار البلاد والعبور بها إلى بر الأمان.
وبيّن العياصرة أن الأردن يعيش اليوم في قلب منطقة مهتزة تشهد حالة غير مسبوقة من الاضطراب، وتتسم بالسيولة الجيوسياسية، نتيجة تداعيات حرب غزة وما تبعها من توترات إقليمية، ومواجهات عسكرية مع ايران وحزب الله، مع احتمالية تجدد الصراعات في أية لحظة، فضلًا عن الانعكاسات العميقة للأزمة السورية، مشيرًا إلى أن استمرار هذه الصراعات قد عمّق مناخ عدم الاستقرار في المنطقة بأسرها، وألقى بظلال مباشرة على الأردن باعتباره يقع في وسط هذا الاقليم الملتهب، وما يتبعه من تأثيرات سواء في أبعاده الأمنية والعسكرية أو في مردوده الاقتصادي.
ونوّه إلى أن الأردن هو مفتاح استقرار المنطقة، ما يعني أن استقراره يكمن في إنهاء الحرب على غزة وإبرام وقف دائم لإطلاق النار، ذلك أن بقاء الصراع مفتوحًا يعني أن المنطقة ستظل على صفيح ساخن بصورة مستدامة، مردفًا أن خطورة المرحلة لا تقف عند حدود النزاعات العسكرية، وإنما تتجاوزها إلى ما وصفه بالنزعة التوسعية لدى اليمين الإسرائيلي، الذي يسعى إلى ضم الضفة الغربية وغور الأردن، ومنع اقامة الدولة الفلسطينية، وكان آخر تجليات تلك النظرة التوسعية هو ما أدلى به من تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول التزامه العقائدي بفكرة "إسرائيل الكبرى".