الوحدات والفيصلي بين طموح العودة ومطاردة الصدارة
عبدالله قصول
يترقب عشاق الكرة المستديرة الأردنية بكل حماس المباراة القادمة ضمن منافسات الجولة الخامسة من الدوري الأردني للمحترفين بين نادي الوحدات ونادي الفيصلي، والتي ستقام على إستاد عمان الدولي يوم السبت 23 من الشهر الحالي في تمام الساعة 8:45 مساء.
تعود هذه القمة لتفرض نفسها على الساحة، حين يلتقي المارد الأخضر مع غريمه التقليدي النسر الأزرق في مواجهة تحمل أكثر من عنوان، وتختزل الكثير من المعاني داخل المستطيل الأخضر، هي مباراة ليست عابرة في جدول الدوري، بل محطة فارقة قد تعيد رسم خريطة المنافسة في الأسابيع المقبلة، خصوصا أن الفريقين يعيشان بنفس الظروف المتباينة لتزيد من سخونة المشهد.
يدخل نادي الفيصلي اللقاء وهو في المركز الثاني، خلف المتصدر الرمثا، ما يمنحه دافعا قويا لمواصلة الضغط وتقليص الفارق والتمكن من الوصول الى صدارة الدوري، ومع قدوم المدرب الصربي دينيس كوريتش، الذي يبحث عن فوزه الثاني مع الفريق، تبدو الروح المعنوية مرتفعة داخل المعسكر الأزرق.
الفيصلي قادم من انتصار مهم على شباب الأردن بنتيجة (2-1)، بفضل تألق مهاجمه أحمد العرسان الذي وقع على هدفي الفوز، ليمنح فريقه دفعة نفسية كبيرة قبل مواجهة الغريم التقليدي، هذا الزخم يضع الفريق تحت اختبار حقيقي ليثبت قدرته على الثبات في المستوى، وتحويل الانتصارات الفردية إلى مسار متواصل من النتائج التي تقربه من القمة.
في الجهة المقابلة، يعيش نادي الوحدات حالة من التذبذب الفني، جعلته يمكث في المركز الرابع من سلم الترتيب الدوري، التعادل السلبي الذي خيم على القاء الأخير أمام الأهلي في الجولة الماضية ترك علامات استفهام حول قدرات الفريق الهجومية ومدى جاهزيته للمنافسة محليا؛
لكن مباراة القمة تمنح الوحدات فرصة مثالية لفرض شخصيته من جديد، ليس فقط لاستعادة مكانته في الدوري، بل أيضًا لمصالحة جماهيره ولإعادة بناء الثقة قبل الدخول في الاستحقاقات الآسيوية المقبلة الشهر القادم.
في الموضوع نفسه، نادي الفيصلي يدخل اللقاء في حالة ذهنية مرتاحة، بعد انتصاره الأخير وأجواء إيجابية يعيشها النادي وجماهيره، في المقابل، نادي الوحدات يواجه تحديا مزدوجا من استعادة ثقة أنصاره، وتجاوز حالة التراجع التي لازمته في الجولات السابقة.
نادي الفيصلي سيحاول فرض سيطرته على أجواء اللقاء ساعياً لاقتلاع الصدارة من الرمثا، وسيركز على استثمار حيوية العرسان وسرعته في التحرك بين الخطوط، مع محاولة السيطرة على منتصف الملعب لفرض أسلوب المدرب الصربي الجديد.
في الجهة الأخرى نادي الوحدات بحاجة إلى تنويع الحلول الهجومية وكسر الجمود الذي عانى منه أمام الأهلي، مع ضرورة استغلال خبرة لاعبيه في المباريات الكبيرة لتفادي ارتباك، مع مساعي المدرب داركو نيستوروفيتش من عودة مهاجم الفريق الأول، مهند سمريين، إلى مستواه المتميز والهداف، بعد فترة من التذبذب، كما تتجه أنظاره نحو اللاعب العماني الجديد منذر العلوي، الذي يعول عليه لإضافة لمسة إبداعية وحلول تكتيكية جديدة من شأنها أن تُحدث تأثيرا إيجابيا في نتيجة المواجهة.
تتمثل نتيجة هذه المباراة بأهمية مصيرية، حيث ستترك أثر مباشر على مسار المنافسة على لقب الدوري، فانتصار الفيصلي سيرفعه إلى نقاط قريبة من قمة الترتيب، ليضع بذلك ضغط كبير على نادي الرمثا المتصدر، الذي يخوض مواجهة صعبة أمام البقعة، وأي تعثر للرمثا سيمكن الفيصلي من اعتلاء صدارة الدوري، في خطوة من شأنها أن تؤكد على بداية ناجحة للمدرب الجديد كوريتش وتعزز ثقة الفريق بمشروعه.
على الجهة الأخرى، لا يقل طموح الوحدات عن منافسه، حيث يتربص الفريق لاقتناص فرصته في العودة إلى مسار المنافسة على اللقب، فالفوز في هذا اللقاء ليس مجرد ثلاثة نقاط، بل هو القفزة التي تعيده إلى حلبة السباق، والحافز المعنوي الذي يبحث عنه لتعزيز موقعه محليا وقوة استعداده للمواجهات القارية المصيرية التي تنتظره.
أما نتيجة التعادل والتي تعد مقبولة في الحسابات التكتيكية للفريقين، إلا أنها من غير المرجح أن تُرضي طموح أي منهما في هذا التوقيت الحاسم من الموسم، حيث يبحثان عن نقاط كاملة تعيدهما إلى قلب المعركة على اللقب بشكلٍ فعال.
هذه المباراة لم تعد مجرد لقاء عادي في الدوري في هذه المرحلة المهمة، بل تحولت المواجهة إلى تحدي معنوي حقيقي للفريقين، التمكن من الانتصار فيها لن يعني فقط الحصول على ثلاث نقاط عادية، بل سيكون بمثابة دفعة قوية للثقة يستفيد منه الفائز لمواصلة بقية مباريات البطولة بحماس أكبر وتركيز أعلى، بينما سيعاني الخاسر من نكسة معنوية يصعب علاجها، لذلك، فإن الفريقين تدرك أن قيمة الفوز اليوم تتعدى النقاط إلى المكاسب المعنوية التي قد تحدد مصيرها في السباق حتى النهائي.