مماطلة في تسجيل دواء يحتاجه الأردنيون... وهذا ما حدث
قال مستشار الطب النفسي الدكتور وليد سرحان إن النداء الذي وجهه إلى وزارة الصحة ومؤسسة الغذاء والدواء جاء على خلفية ما وصفه بـ"المماطلة غير المبررة" في تسجيل عقار ترازودون، بالرغم من إدراجه ضمن قائمة الأمن الدوائي المعتمدة، وهو ما يطرح، برأيه، تساؤلات ملحّة حول جدوى ترك أدوية أساسية خارج التداول المحلي.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن العقار، يكتسب أهمية استثنائية نظرًا لكونه أحد الأدوية القليلة التي تعالج الأرق المزمن دون أن تؤدي إلى الإدمان أو التعود، الأمر الذي يجعله خيارًا علاجيًا بالغ القيمة في حقل الطب النفسي.
وأشار سرحان إلى أن غياب الدواء عن السوق الأردني دفع المرضى إلى استقدامه من الخارج بجهود فردية، وهو ما يضاعف الأعباء المادية والنفسية عليهم، ويضعف من مستوى العدالة الصحية المفترض أن تلتزم به المنظومة الوطنية.
وذكر أن استجابة مؤسسة الغذاء والدواء جاءت على نحو عاجل، حيث بادرت مديرتها إلى التعامل مع النداء في ساعة متأخرة من الليل، وأصدرت توجيهاتها بإعطاء ملف الدواء أولوية قصوى، قبل أن يتم صباح اليوم التالي التواصل مع الشركة الأردنية المصنّعة لاستكمال إجراءات التسجيل، مستطردًا أن هذا التحرّك السريع ما كان ليتم لولا دعم معالي وزير الصحة ومتابعته المباشرة للملف، وهو ما يعكس – بحسب تعبيره – "إرادة رسمية صادقة للارتقاء بمستوى الأمن الدوائي وتخفيف معاناة المرضى".
واختتم سرحان حديثه بالتشديد على أن تسجيل ترازودون يشكّل محطة مفصلية في مسار تعزيز السيادة الدوائية، وضمان حق المرضى في الوصول إلى علاجات آمنة وفعّالة بعيدًا عن أشكال المعاناة الإضافية التي يفرضها غيابها عن السوق المحلي.