العتوم يكتب: إيران على حافة الحرب: قراءة في تصريحات صفوي
د. نبيل العتوم
إيران تبدو اليوم على حافة الحرب، وفقًا لتصريحات اللواء يحيى رحيم صفوي، المستشار الاعلى لخامنئي للشئون العسكرية، الذي أكد أن بلاده ليست في وقف إطلاق نار؛ بل في مرحلة حرب فعلية، وأن أي تهدئة مع الولايات المتحدة أو إسرائيل لا تعدو كونها توقفًا مؤقتًا للنار قد ينهار في أي لحظة. هذا الموقف يوضح أن إيران تعتبر كل فترة هدوء فرصة للاستعداد وليس للطمأنينة، وأنها تبني سياستها العسكرية على جاهزية دائمة ومرونة عالية للتصعيد عند الضرورة، في ظل غياب أي اتفاقيات رسمية مع واشنطن وتل أبيب.
تصريحات صفوي لا تحمل بعدًا عسكريًا فقط، بل تشمل بعدًا نفسيًا وسياسيًا واضحًا، فهي تعمل على تعزيز معنويات القوات والمؤسسات العسكرية والأمنية داخل إيران، وإرسال تحذير مباشر لإسرائيل والولايات المتحدة بأن أي هجوم سيقابل برد صارم، وربما بضربة استباقية إذا لزم الأمر، فضلاً عن إرسال رسالة دعم للحلفاء الإقليميين، مثل حزب الله والحشد والحوثيين ، بأن عليهم الاستعداد للأسوأ. بهذا الشكل، تتحول كلمات صفوي إلى أداة ضغط متعددة الأبعاد، تستهدف الداخل الإيراني والخارج والحلفاء على حد سواء، مع ترسيخ موقف إيران كدولة قوية قادرة على الردع والتأثير في المنطقة.
في سياق أوسع، يمكن قراءة هذه التصريحات على أنها جزء من استراتيجية استخباراتية متكاملة تهدف إلى إبقاء الخصوم في حالة توتر مستمر، وضمان حماية المصالح الإقليمية لطهران، وتعزيز النفوذ العسكري والسياسي لأذرعها في المنطقة، مع إشعارهم بالدعم الكامل من القيادة الإيرانية. كما تعكس هذه الكلمات عدم ثقة إيران بالاتفاقيات الدولية، ما يبرر استمرار تسليح الأذرع الإقليمية وتهيئة الأرضية لأي تصعيد محتمل، سواء في لبنان أو سوريا أو مناطق النفوذ الأخرى.
بالمحصلة تصريحات اللواء رحيم صفوي تتجاوز مجرد خطاب إعلامي، فهي إعلان عن حالة استعداد دائم للحرب واستراتيجية ردع شاملة تجمع بين البعد العسكري والنفسي والاستخباري.
إيران من خلال هذا الخطاب تعلن استعدادها لكل السيناريوهات، وأن أي تهدئة ليست إلا توقفًا مؤقتًا، ما يجعل المنطقة برمتها على حافة التوتر المستمر، مع انعكاسات محتملة على لبنان وسوريا والأردن، سواء من خلال الأذرع الإقليمية أو الضغوط السياسية أو المخاطر الأمنية والعسكرية .