الدباس يكتب: خدمة العلم.. هل تُسكت القرعة المفتعلة صخب الناعقين؟!..

 محمود الدباس - أبو الليث..

حين أعلن سمو ولي العهد عودة خدمة العلم.. كان ذلك تجسيداً لرؤية القيادة.. واستجابة لنداءات طالما صدحت بها حناجر المخلصين.. خدمة تقوّي عند الشاب الأردني.. قوة العقل والبدن والانضباط السليم.. وتغرس فيه معنى الانتماء العملي.. لا الانتماء الشعاراتي..

فكانت التفاصيل.. التي خرج بها الناطق باسم الحكومة.. والناطق باسم القوات المسلحة.. جديرة بالاحترام.. من منع للهواتف في مراكز التدريب.. انضباط في المعسكر.. تدريب على ما ينفع.. تثقيف وطني.. وأيام يعيشها الشاب بعيداً عن الترف والكسل..

لكن كالعادة.. يترك البعض الجوهر.. ويتشبثون بالقشور.. فتراهم لا يرون في كل ذلك.. إلا سؤالاً يتكرر.. وماذا عن أبناء المسؤولين؟!.. هل سيُستثنون كما يستثنون دوماً؟!..

الناطق الحكومي قالها بوضوح.. لا استثناء لأحد.. القرعة ستشمل كل من تنطبق عليه الشروط.. حتى لو كان ابن وزير.. أو ابن شخصية متنفذة.. ومع ذلك لم يسكت الضجيج.. ولم يتوقف الناعقون عن نسج فرضياتهم السوداء.. وكأن الوطن لا يُبنى إلا على لغة الشك والاتهام المسبق.. وحتى منهم مَن انتقد ذكر الأمر اصلاً..

ولأننا ندرك أن بعض الأصوات.. لا تقتات إلا على نظرية المؤامرة.. ولا ترتوي إلا إذا شربت من نهر الظنون.. فإنني أطرح مقترحاً.. قد يبدو للبعض غريباً.. ولكنه واقعي.. لإسكات تلك الألسن.. ليكن هناك كوتا لأبناء المسؤولين.. نسبة محددة.. تضمن دخول عدد منهم إلى الخدمة.. فوق مَن سيقع عليهم الاختيار الطبيعي في القرعة الأصلية.. أي أن تُجرى لهم قرعة موازية.. مفتعلة.. لكنها مقصودة لكسر الاحتقان.. ولإغلاق الباب على الذين يصنعون الضجيج من لا شيء..

قد يقول قائل.. إن في ذلك ظلماً.. ولكنني أرى أنه عدل من نوع آخر.. عدل يحمي الفكرة الأسمى.. ويمنع خلط الأوراق.. لأن خدمة العلم ليست ميدان تصفية حسابات طبقية.. بل هي ميدان لتربية الشباب على الانضباط والرجولة..

إن أبناء المسؤولين أردنيون.. لهم ما لنا.. وعليهم ما علينا.. فإن وقعت عليهم القرعة فذاك حقهم.. وإن لم تقع فهذا حقهم أيضاً.. أما ما نقترحه هنا.. فهو ليس لإعطائهم امتيازاً.. بل لإجبار مَن لا يصدق إلا إذا رأى بأم عينه.. على أن يصمت.. وليعلم أن الأردن لا يبنى بالهتاف والتشكيك.. بل بالفعل والانضباط والقدوة..

فلتكن القرعة المفتعلة إذاً.. سلاحاً في وجه الناعقين.. ولتكن خدمة العلم بوابةً جديدة.. لترميم الثقة بين الأردني ووطنه.. وبين القول والفعل.. وبين الشعارات والواقع..