السبايلة لـ"أخبار الأردن": مؤشرات لمزيد من الأزمات

 

قال خبير الشأن الاستراتيجي الدكتور عامر السبايلة إنّ مسار التصعيد في المنطقة لم يعد مفاجئًا بقدر ما أصبح امتدادًا طبيعيًا لواقع إقليمي معقّد، تُغذّيه توازنات دولية مرتبكة وصراعات لم تُحسم بعد.

وأوضح السبايلة في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن هناك مؤشرات متزايدة على أنّ الساحة ما تزال مرشّحة لمزيد من التوتر، في وقت يتقاطع فيه البُعد المحلي مع الاصطفافات الدولية الكبرى.

وبيّن السبايلة أن العلاقة بين الولايات المتحدة وروسيا عالقة في دائرة إشكاليات متشابكة، إذ لم تتمكّن واشنطن ولا موسكو من تجاوز العقد الأساسية التي تعرقل إمكانية بناء مسار تفاهم مستقر، وعلى الرغم من أنّ الطابع الاقتصادي هو المكوّن الجوهري الذي يطبع هذه العلاقة، إلا أنّ الملفات السياسية والأمنية ـ من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط ـ ما تزال تثقل كاهل الطرفين، وتمنع بلورة رؤية مشتركة متماسكة.

أما على الصعيد الإقليمي، نوّه إلى أنّ إسرائيل لا تزال أمام جبهات مفتوحة، تُبقيها في حالة استنزاف سياسي وأمني مستمر، مضيفًا أن هذا الواقع يكشف عن إدراك إسرائيلي بأنّ مساحة العمل أمامها لم تستنفد بعد، وأنّ المرحلة الراهنة ليست سوى حلقة إضافية في مسار طويل من التصعيد.

وأردف السبايلة أن الولايات المتحدة تبدو منشغلة بترتيب أولوياتها الاستراتيجية، إذ تحتلّ إعادة ضبط العلاقة مع روسيا صدارة الاهتمامات، قبل التفرغ إلى تفاصيل أخرى مرتبطة بملف أوكرانيا وتداعياته الأوروبية، مرجحًا أن ينعكس هذا الانشغال على مقاربة واشنطن للأزمات في المنطقة، بحيث يظلّ اهتمامها منصبًا على الملفات الكبرى، فيما تظلّ بؤر التوتر الإقليمية في حالة غليان مستمر.

واختتم حديثه بالإشارة إلى أن مجمل هذه التطورات، بكل ما تحمله من تداخلات سياسية واقتصادية وأمنية، تشي بأن المنطقة ما تزال غارقة في مرحلة تصعيد مفتوحة، يصعب التنبؤ بمدى قرب نهايتها، ذلك أنّ تشابك العوامل الداخلية مع الاصطفافات الدولية، فضلًا عن تضارب أولويات القوى الكبرى، يضع الجميع أمام مشهد إقليمي متحرّك، تتقدّم فيه الأزمات على أي بوادر حلول قريبة.