الشوبكي يدعو الخليج لوضع خطط طوارئ
قال الخبير الاقتصادي عامر الشوبكي إن منطقة الخليج تعيش حاليا ما وصفه بـ"الحالة الرمادية" أو "الهدنة الهشة" بين إيران إسرائيل، والتي لا تستند إلى اتفاق رسمي مكتوب، بل تعتمد على تفاهمات غير معلنة تترك جميع الاحتمالات مفتوحة، بما في ذلك احتمال عودة التصعيد المفاجئ دون سابق إنذار، ويترتب على ذلك حالة من عدم اليقين الاقتصادي تؤثر مباشرة على أسواق الطاقة العالمية، مع بروز النفط كأكثر الأسواق حساسية لهذه التقلبات.
ووفق الشوبكي، فإن أسعار النفط الحالية تشمل علاوة مخاطر تتراوح بين 2 و3 دولارات للبرميل، نتيجة المخاوف من عودة النزاع أو احتمال إغلاق مضيق هرمز، رغم تقديرات وكالة موديز للتصنيف الائتماني التي خفضت هذا الاحتمال إلى 4%.
وأكد أن هذه المخاطر تبقى عاملا مؤثرا في تسعير النفط، حتى بعد الإجراءات التصحيحية الأخيرة لتكتل "أوبك+" والتي شملت الإفراج عن نحو 548 ألف برميل يوميا.
وتشير التقديرات إلى أن الصادرات النفطية الخليجية تحقق مكاسب مؤقتة نتيجة الطلب المستمر من أسواق الهند والصين التي تحولت لمصادر بديلة بعد العقوبات على روسيا، ما يعزز مكانة النفط الخليجي في الأسواق العالمية. ورغم تحسن تدفقات رؤوس الأموال الأجنبية إلى دول الخليج، فإن التكاليف المرتبطة بالتأمين واللوجستيات لا تزال مرتفعة مقارنة بما قبل الأزمة، مما يزيد من تعقيد التخطيط الاقتصادي طويل الأمد ويثقل كاهل جذب الاستثمارات.
ويؤكد الشوبكي على ضرورة إدارة دقيقة للمحافظ المالية الخليجية، والاعتماد على بدائل لوجستية، ومراقبة التطورات الميدانية والدبلوماسية بدقة، مع وضع خطط طوارئ تشمل إدارة الاحتياطيات النفطية وتوزيع المخاطر الاستثمارية وتعزيز سلاسل التوريد.
كما شدد على أهمية تنويع المحافظ المالية، وزيادة الاستثمارات في البنية التحتية المستدامة، معتبرا أن تقييم "الحالة الرمادية" بدقة يمثل مفتاح الحفاظ على منعة الاقتصادات الخليجية في بيئة عالمية متقلبة.