كراجه لـ"اخبار الأردن": إسرائيل الكبرى… رؤية قديمة تتجدد وخطرها يقترب من الأردن

 

حذّر الكاتب المحامي سائد كراجه من خطورة اختزال التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في كونها مجرّد تطرّف شخصي، مؤكدًا ما يشكله ذلك من إغفال جسيم لطبيعة المشروع الصهيوني ومآلاته على الأردن.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن هذا المشروع، الذي يتعامل مع الأردن جزءًا من "العمق الاستراتيجي" لإسرائيل في بعض خرائطها، يحمل في طياته تهديدات تمس السيادة والدور الإقليمي للمملكة.

وبيّن كراجه أن ما يُعرف بـ"إسرائيل الكبرى" لم يكن يومًا نتاج مزاج سياسي عابر، بقدر ما يمثل رؤية استراتيجية راسخة في البنية العقائدية للمشروع الصهيوني منذ التأسيس، حيث تناوبت الحكومات الإسرائيلية، على اختلاف توجهاتها الحزبية بين ما يُسمّى يسارًا ويمينًا، على تنفيذ هذه الرؤية بأدوات وأساليب متنوعة، لكنها جميعًا تلتقي عند هدف واحد يتمثل في إعادة تشكيل الجغرافيا السياسية للمنطقة بما يكرّس التفوق الإسرائيلي.

وأردف أن عرض نتنياهو، قبيل عملية "طوفان الأقصى"، خريطة موسعة لإسرائيل على منبر الأمم المتحدة، يمثل تجسيدًا رمزيًا لعمق الفكرة في الوعي الصهيوني، وهو وعيٌ تأسس منذ قيام الدولة على يد الصهيونية العلمانية بقيادة ديفيد بن غوريون، التي سبقت نشأتها بعقد "تسوية الوضع القائم" مع القوى الدينية، فاتحة المجال أمام شراكة سياسية مكّنت التيار القومي - الديني لاحقًا من لعب دور محوري في الحكم.

ولفت كراجه الانتباه إلى أن هذا التيار، ومعه حركات "جبل الهيكل"، لا يكتفي بتعزيز نفوذه السياسي، فهو يعمل على فرض وقائع جديدة في الحرم القدسي وتوسيع النشاط الاستيطاني باعتباره أداة رئيسية لتفكيك الجغرافيا الفلسطينية، وإعادة رسم المشهد الإقليمي، وهو ما يضع الأردن في قلب دائرة التأثير المباشر لهذا المشروع.