النائب أبو غوش: قرارات جريئة يجب اتخاذها الآن

 

حذّرت النائب نور أبو غوش من خطورة اللحظة التاريخية التي تمر بها المملكة الأردنية الهاشمية، معتبرة أن الظرف الإقليمي الراهن يتسم بدرجة عالية من التعقيد والتشابك الجيوسياسي، إذ يجد الأردن نفسه متموضعًا في قلب عاصفة متجددة تعيد رسم خرائط النفوذ وتعيد هيكلة موازين القوة في الشرق الأوسط.

وأوضحت في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن هذا الواقع يفرض على الدولة الانتقال الحتمي نحو صياغة إستراتيجية سيادية شاملة ترتكز على مبدأ الاعتماد على الذات – اقتصاديًا وسياسيًا وفكريًا – باعتباره خيارًا وجوديًا لا يقبل المساومة أو الإرجاء.

وبيّنت أبو غوش، أن البيئة الدولية والإقليمية تشهد اضطرابًا في منظومة التحالفات والاصطفافات، حيث تتبدل الأولويات وتتغير موازين المصالح بوتيرة متسارعة، الأمر الذي يحتم على الأردن تحصين بنيته الداخلية عبر منظومة متماسكة للقرار الوطني قادرة على امتصاص الصدمات الجيوسياسية وتثبيت الوزن الإقليمي للمملكة في ظل معادلات متحركة وغير مستقرة.

وفي سياق استعراضها لمشهد الصراع في المنطقة، لفتت الانتباه إلى أن الخطاب السياسي الإسرائيلي، منذ اندلاع حرب غزة وما تلاها، قد شهد انزياحًا إستراتيجيًا عن أطروحة حل الدولتين، لصالح مشروع الضم والتوسع، الذي بات يُطرح بشكل علني ومباشر من قبل أقطاب الحكومة الإسرائيلية والتيارات اليمينية المتطرفة.

وتساءلت عن جدوى الإبقاء على خيار سياسي يرفضه الطرف الآخر جملةً وتفصيلًا، محذّرة من أن الاستمرار في هذا النهج قد يتحول إلى مجرد إجراء بروتوكولي يفتقر إلى الفاعلية ولا يحقق أي اختراق في مسار التسوية السياسية، وفقًا لما جاء على لسان أبو غوش.

وفي محور التحديث الوطني، انتقدت أبو غوش حالة الجمود الوظيفي التي يعيشها الإعلام الأردني، مشيرة فالمفترض أن يؤدي دورًا استباقيًا في مواكبة الأحداث وصناعة السرديات، إلا أنه ما زال حبيس موقع رد الفعل سواء في تغطية الفعل الأردني أو في التعامل مع التطورات الإقليمية، مردفة أن أي عملية تحديث سياسي أو اقتصادي ستظل منقوصة إذا لم تترافق مع ثورة إعلامية وطنية شاملة تعيد تعريف دور الإعلام في البيئة الرقمية، وتضع أطرًا منهجية للتصدي للأجندات الخارجية التي تستهدف الهوية الوطنية وتسعى إلى تفكيك التماسك المجتمعي.

أما في ملف التعليم، فقد شددت على أن إصلاح المناهج يجب أن يتجاوز المعالجات الترقيعية والتعديلات الشكلية، نحو إعادة صياغة المنظومة القيمية والفكرية التي تشكل وعي المواطن وترسخ انتماءه.

وحذّرت من أن تنامي الاعتماد على المناهج الدولية في المؤسسات التعليمية، بات يشكل خطرًا حقيقيًا على المرجعية الثقافية الجامعة، بما يحمله من تداعيات على الهوية الوطنية والسيادة الثقافية للمجتمع الأردني.

واختتمت أبو غوش تصريحاتها بالتشديد على أن الأردن يقف عند مفترق طرق تاريخي يتطلب قرارات جريئة وإصلاحات جوهرية تضمن استقلال القرار الوطني، وترسخ دور المملكة فاعلًا إقليميًا مؤثرًا في بيئة جيوسياسية شديدة السيولة، موضحة أن المبادرة الوطنية الواعية والمسنودة بإرادة سياسية حرة هي السبيل الأوحد لصياغة معادلات جديدة تحفظ المصالح العليا للدولة وتقيها من الانزلاق نحو خيارات مفروضة من الخارج.