علاج آلام الظهر بطريقة مبتكرة وفعالة
كشفت دراسة أسترالية حديثة عن نتائج واعدة في معالجة آلام أسفل الظهر المزمنة، حيث أثبتت أن فهم المرض بشكل أفضل يساهم في تحسين حالة المرضى على المدى الطويل حتى ثلاث سنوات. الدراسة ركزت على تقنية العلاج الوظيفي المعرفي (Cognitive Functional Therapy)، التي تم تطبيقها في 7 جلسات بإشراف مختصين بالعلاج الطبيعي المدربين.
يركز هذا العلاج على تمكين المرضى من إدارة ألمهم بشكل ذاتي عبر مواجهة الخوف من الحركات المؤلمة تدريجيًا، مع تعديل نمط حياتهم ليصبح أكثر نشاطًا وتوازنًا، مما يُحدث تغييرًا مستدامًا في نوعية حياتهم.
يعتمد العلاج على نهج شخصي لكل مريض، مع التركيز على العوامل البيولوجية، النفسية والاجتماعية التي قد تعيق التعافي. كما يشجع على تبني عادات نوم صحية وتحسين التفاعل الاجتماعي، بجانب ممارسة أنشطة بدنية تدريجية تتناسب مع قدرة كل فرد.
البروفيسور بيتر أوسوليفان من جامعة كيرتن أوضح أن نوبات ألم الظهر غالبًا ما تصاحبها مخاوف وقلق يدفعان المرضى إلى حماية أجسامهم بشكل مفرط وتجنب الحركات الطبيعية، مما يزيد الحالة سوءًا.
أُجريت الدراسة في مراكز سيدني وبيرث ونُشرت في مجلة "لانسيت" لطب الروماتيزم، حيث شملت بالغين يعانون من ألم ظهر مستمر لأكثر من 3 أشهر مع تقييد واضح في النشاط، ومتوسط ألم بلغ 4 من 10 درجات.
تم تقسيم المشاركين إلى ثلاث مجموعات: تلقت الأولى الرعاية المعتادة، والثانية العلاج الوظيفي المعرفي فقط، والثالثة العلاج الوظيفي المعرفي مع التغذية الراجعة البيولوجية التي تعزز وعي المريض بحركات جسده.
أظهرت النتائج أن المجموعتين اللتين تلقتا العلاج الوظيفي تفوقتا على الرعاية المعتادة في تقليل تقييد النشاط، واستمر التأثير الإيجابي حتى بعد 3 سنوات.
يؤكد البروفيسور مارك هانكوك من جامعة ماكواري أن العلاج النفسي الجسدي يزود المرضى بالمهارات والثقة للعناية بأنفسهم، وهو أكثر فعالية على المدى الطويل من التدخلات التقليدية كالدواء أو التدليك.
أسباب شائعة لآلام الظهر:
إجهاد العضلات والتواء الأربطة: غالبًا ما تحدث نتيجة إصابات مفاجئة أو حركات خاطئة، خصوصًا بعد فترة من عدم النشاط.
الفصال العظمي: تدهور تدريجي في الغضاريف المفصلية بالعمود الفقري مرتبط بالعمر.
هشاشة العظام: يؤدي إلى كسور في الفقرات مسببة ألمًا مزمنًا، خاصة لدى النساء بعد سن اليأس.
انتفاخ أو تمزق الأقراص الفقرية: قد يسبب التهابات وضغطًا على الأعصاب مع أعراض تتطلب تدخلاً طبيًا عاجلاً.
العوامل النفسية: التوتر والقلق قد يفاقمان الألم، ولهذا يوصى بالعلاج المتكامل بين الجسدي والنفسي.