حين أبصر القلب ما عجزت عنه العيون.. طالبان أردنيان يتحدّيان الظلام ويبلغان التفوق
في إنجاز استثنائي يلهم الكثيرين، تمكن الطالبان علاء مساعدة ومنتصر الطعاني من ثانوية المدرسة الأسقفية العربية في إربد، من تصدر قائمة الأوائل في الفرع الأدبي لامتحانات الثانوية العامة "التوجيهي"، رغم فقدانهما البصر ومواجهتهما تحديات صحية منذ الطفولة.
علاء، الذي فقد بصره بعد عمليتين جراحيتين معقدتين في سن الثالثة والرابعة، عاش سنوات دراسية مليئة بالتحديات الصحية، لكنه رفض أن يكون المرض عائقاً أمام طموحه، محققاً معدل 93.80%، وحاصلاً على المركز الأول على مستوى مدرسته. ويطمح اليوم لدراسة اللغة الإنجليزية التطبيقية، مؤمناً بأن الإعاقة ليست انغلاقاً، بل جسر للتواصل مع العالم.
أما زميله منتصر، فقد فقد بصره في سن الحادية عشرة نتيجة تلف في العصب البصري، لكنه اعتبر التجربة بداية لاكتشاف قوة الإرادة والبصيرة، محققاً معدل 93.35%، ليكون الثاني على مستوى المدرسة. وقد اختار دراسة الفقه وأصول الدين، إيماناً برسالته الإنسانية والمعرفية.
مدرسة الأسقفية العربية عبّرت عن فخرها بطلابيها، مؤكدة أن نجاحهما ثمرة بيئة تعليمية دامجة ودعم متكامل من الأسرة والمعلمين. وقال رئيس المدرسة القسيس سمير اسعيد: "علاء ومنتصر ليسا مجرد متفوقين، بل قصة أمل تُثبت أن التعليم لا يقاس بالبصر، بل بالبصيرة والعزيمة".
عائلتا الطالبين أكدتا أن الرحلة كانت مليئة بالصعوبات، لكنها زُيّنت بالإصرار والدعم المتواصل. والد علاء قال: "أثبت أن الإعاقة لا تُعيق، بل تصنع المستحيل"، فيما أوضحت والدة منتصر أنه كان يكرر دائماً: "سأكون من الأوائل"، واليوم وفى بوعده.
هذا التفوق يوجه رسالة واضحة: أن الإعاقة الجسدية لا يمكنها أن تحجب نور الطموح، وأن بيئة تعليمية دامجة وداعمة قادرة على صناعة قصص نجاح تُخلّد في الذاكرة.