حرب باردة بين ريال مدريد وبرشلونة تتجاوز المستطيل الأخضر

 

تتصاعد حدة التوتر بين قطبي الكرة الإسبانية، ريال مدريد وبرشلونة، في مشهد لا يقتصر على المنافسة داخل الملعب، بل يمتد إلى معركة إعلامية تدور خارج الخطوط.

في حين يوظف ريال مدريد قناته التلفزيونية الرسمية كمنصة مؤثرة للدفاع عن مصالحه ومهاجمة خصومه، يلتزم برشلونة نهجًا أكثر تحفظًا، متجنبًا استخدام السلاح الإعلامي بالقوة نفسها، وهو ما يثير التساؤلات حول أسباب هذا الموقف.

ويرى برشلونة أن هويته، المرتبطة بشعار "أكثر من مجرد نادٍ" (Més que un club)، تفرض عليه قيودًا أخلاقية تمنعه من الانخراط في "الحروب الإعلامية" بشكل مباشر، إذ يسعى النادي للحفاظ على صورته كممثل للثقافة الكتالونية، بعيدًا عن الظهور بمظهر "الضحية" أو "المتذمر".

ويخشى برشلونة أن تؤدي مهاجمة الحكام أو اللجان التحكيمية عبر قناته إلى رد فعل عكسي، سواء من خلال تشدد الحكام أو فرض عقوبات، بخلاف ما يحققه ريال مدريد أحيانًا من مكاسب عبر الضغط الإعلامي.

ويحظى ريال مدريد بدعم أكبر في الوسط الإعلامي الإسباني، ما يمنحه مساحة أوسع للتأثير، بينما يواجه برشلونة نظرة أكثر انتقادًا، إذ يُنظر إليه أحيانًا كـ"نادٍ انفصالي"، الأمر الذي قد يجعل انتقاداته تُفسر على أنها موجهة ضد الكرة الإسبانية.

تضارب المصالح في لجنة الحكام

يزيد من تحفظ برشلونة التغييرات الأخيرة في لجنة الحكام، التي شهدت تعيين شخصيات لها صلات واضحة بريال مدريد، مثل تشيما ألونسو المعروف بانتمائه للنادي الملكي، ورئيس اللجنة سوتو، الذي سبق أن تعاقدت شركته مع ريال مدريد، إضافة إلى استمرار يولاندا بارغا، زوجة أحد موظفي النادي، في منصبها كرئيسة تحكيم الدوري النسائي.

وأمام هذه المعطيات، يقف برشلونة أمام خيارين أحلاهما مر: مواجهة اللجنة والتحكيم علنًا بما قد يجلب العقوبات، أو التزام الصمت بما قد يُفسر على أنه ضعف أو قبول بالأمر الواقع، بينما يواصل ريال مدريد استثمار منصته الإعلامية بأقصى قوة.