ترامب يمنح نتنياهو ضوءا أخضر لاحتلال غزة

 

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب منح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "الضوء الأخضر" لتنفيذ عملية عسكرية شاملة ضد حركة حماس في قطاع غزة، وسط تصعيد محتمل قد يصل إلى احتلال كامل للقطاع.

وبحسب الصحيفة، فإن مصادر مقربة من نتنياهو – المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب – أكدت أن القرار السياسي قد اتُّخذ، وأن هناك توجها واضحا نحو حسم المعركة عسكريا مع حركة حماس، في ظل قناعة بأن الحركة ترفض التوصل إلى صفقة تبادل رهائن.

وذكرت يديعوت أحرونوت أن جيش الاحتلال يخطط لتنفيذ عملية برية تشمل كافة أنحاء القطاع، بما فيها المناطق التي يُعتقد بوجود رهائن فيها، على الرغم من معارضة داخل الجيش لمثل هذه الخطوة الخطيرة، والتي قد تؤدي إلى مقتل الرهائن وفشل العملية.

وفي السياق ذاته، كشفت "القناة 12" العبرية مساء الاثنين عن تسريب قرار من داخل مكتب نتنياهو بالمضي قدما نحو "احتلال كامل لغزة"، بزعم أن استمرار الوضع الحالي سيعني "موت الرهائن جوعا داخل الأنفاق"، وفق تعبير مسؤولين في مكتب رئيس الوزراء.

وأثار التسريب جدلا واسعا داخل الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية، حيث اعتبر عضو الكنيست عن حزب العمل، جلعاد كاريف، أن هذا القرار "حكم إعدام للرهائن الأحياء وكارثة إنسانية وأمنية"، مطالبا رئيس الأركان الجنرال إيال زامير بالاستقالة.

في المقابل، رأى عضو الكنيست عن حزب الليكود، أفيخاي بورون، أن العملية باتت ضرورة لا مفر منها رغم خطورتها، فيما دعا عضو "الصهيونية الدينية"، تسفي سوكوت، إلى احتلال القطاع بالكامل وضمّه رسميا، مؤكدا أن "لا سبيل لتحقيق أهداف الحرب إلا بالسيطرة الكاملة على غزة".

ووفقا للقناة 12، فإن تنفيذ العملية العسكرية لا يمكن أن يتم دون تنسيق مسبق مع الإدارة الأميركية، في ظل ما وُصف بأنه "مباحثات متقدمة" بين نتنياهو وترامب بشأن خطة شاملة لإنهاء الحرب.

وتنص الخطة على إطلاق سراح جميع الرهائن دفعة واحدة مقابل نزع سلاح حماس وتشكيل إدارة دولية لغزة بقيادة الولايات المتحدة، إلى جانب إدخال مساعدات إنسانية للمناطق الخارجة عن سيطرة الحركة.

وتجدر الإشارة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، رغم مرور أكثر من عام ونصف على بدء الحرب، لم ينجح حتى الآن في تحديد مواقع الجنود الأسرى لدى المقاومة أو تحريرهم، ما يزيد من تعقيد الموقف العسكري والسياسي.