القرالة يكتب: استهداف السفارات الأردنية في الخارج: محاولة يائسة للتشكيك بموقف لا يساوم
غيث القرالة
الاعتداءات على السفارات الأردنية في الخارج محاولة للتشكيك بمواقف الأردن الداعمة لغزة لا يمكن فصلها عن السياق العام للعدوان المستمر على القطاع ولا عن الدور الأردني الذي اتخذ منذ اللحظة الأولى موقفا أخلاقيا وإنسانيا واضحا تجاه ما يجري
الصوت الأردني ظل ثابتا في انحيازه للحق الفلسطيني ورفضه لآلة الحرب الإسرائيلية وكان هذا الموقف واضحا في تصريحات الدولة وفعالياتها وتحركاتها السياسية والإنسانية التي قادها جلالة الملك عبدالله الثاني بشكل مباشر
هذه الاعتداءات المتفرقة على البعثات الأردنية في الخارج ليست حوادث عابرة بل رسائل مشوشة تهدف إلى ضرب مصداقية الدور الأردني ومحاولة يائسة لإرباكه أمام الرأي العام العربي والدولي فاستهداف البعثات الدبلوماسية هو استهداف رمزي للسيادة الوطنية ومحاولة لإسكات صوت لم يساوم ولم يبدل مواقفه تحت أي ضغط
لكن الرد الأردني لم يكن بردة فعل بل كان في استمرار النهج الذي تبنته الدولة في دعم غزة والتأكيد على أن أمن الأردن لا ينفصل عن أمن فلسطين ولا عن عدالة قضيتها وأن الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ليس خيارا ظرفيا بل مبدأ راسخ في وجدان الدولة والشعب
من يظن أن الضغط على الأردن أو استهداف بعثاته قد يغير بوصلته لا يدرك طبيعة هذا البلد الذي اعتاد أن يدفع كلفة المواقف الحرة لكنه لم يساوم يوما على المبادئ
ما جرى من اعتداءات هو محاولة لزعزعة الثقة بمواقف الأردن لا أكثر ولن يكون إلا دافعا إضافيا لتثبيت حضوره كصوت عربي حر وموقف أخلاقي واضح في زمن الصمت والانقسام