الحوارات: الأردن في خطر حقيقي

 

قال المحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات، إن الشارع الأردني بات مقتنعا بأن التعديلات الوزارية تتم وفق آلية تكرّس اختيار أسماء محددة ترضي مجموعات بعينها، دون النظر إلى الكفاءة السياسية أو الشعبية.

وأوضح الحوارات، خلال استضافته في برنامج "بصوتك" مع الإعلامي عامر الرجوب على إذاعة "عين إف إم"، أن الديمقراطية في العالم العربي لا تزال "تحبو"، ما يعكس ضعفًا في إنتاج قيادات سياسية تُرضي المواطنين وتتمتع بالولاية العامة لاتخاذ القرارات.

وأشار إلى أن آلية اختيار الوزراء في الأردن لا تزال تُبنى على قناعة بأن الوزير يُمثّل عشيرة أو منطقة معينة، مما يخلق حالة من "الوجاهة الشعبية" أكثر من كونها مسؤولية وطنية، مضيفًا أن البعض يحتفل بتولي المنصب في طقوس تستمر لأيام، وهو ما يعكس نظرة اجتماعية للمنصب أكثر من كونه أداة لخدمة الناس.

وأكد الحوارات أن معظم الوزراء يتم اختيارهم بناءً على توافقات مسبقة، وتقدير لمدى التزامهم بالخط العام دون خلق إشكالات لرئيس الوزراء، وهي منهجية قال إنها تُمارس في دول العالم الثالث.

وحول تقييمه لأداء حكومة الدكتور جعفر حسان، وصف الحوارات نهجها بـ"البيروقراطية الممتازة" في الميدان، لكنه شدد على أن المرحلة الحالية تتطلب وزراء سياسيين قادرين على قراءة المشهد الإقليمي المضطرب، لا موظفين إداريين.

واعتبر أن "وزراء الصدفة" باتوا ظاهرة واضحة في الحياة السياسية الأردنية، في ظل غياب النقاش العام وتحوّل الدولة إلى رؤية واحدة يُمنع الخروج عنها، مشيرًا إلى أن مركزة القرار ربما تكون ضرورية أمنيًا، لكنها تثير الغضب الشعبي وتُعمّق فجوة الثقة بالسياسة.

وأكد أن الأردن في خطر حقيقي في ظل وجود مشروع كبير، والقرار الأمني يطغى حاليا على القرار السياسي، في وقت أصبحت فيه ثقة المواطنين بالمؤسسات الأمنية أعلى من الثقة بالمسارات السياسية.

وفي سياق حديثه عن موقف الأردن من القضية الفلسطينية، أكد الحوارات أن الأردن يقوم بدوره على الصعيدين الإنساني والسياسي، من خلال إرسال المساعدات إلى قطاع غزة والمواقف الثابتة التي يعبر عنها جلالة الملك في المحافل الدولية.

وختم الحوارات حديثه بالتأكيد على أن الأردن لا يواجه خطر الفتنة، وأن المجتمع الأردني "مثقف وواعٍ ولا يهدد دولته"، داعيًا إلى إشراك المواطنين في صناعة القرار، الأمر الذي سيُسهم – برأيه – في تحقيق الإبداع السياسي الحقيقي.