في تصعيد لافت للموقف الألماني تجاه الحرب في غزة، دعا وزير الخارجية الألماني، اليوم الأربعاء، الحكومة الإسرائيلية إلى التحرك الفوري لمعالجة الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع المحاصر، مشددًا على ضرورة تيسير وصول المساعدات الإنسانية عبر قنوات الأمم المتحدة وبإعادة فتح الممرات البرية.

وقال الوزير في تصريحات نقلتها وكالة رويترز: "نحث إسرائيل على السماح بوصول فعّال ومنتظم للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عن طريق الأمم المتحدة"، مضيفًا: "يجب تفعيل آلية إيصال المساعدات عبر الممرات البرية بشكل عاجل لتفادي تفاقم الكارثة".

وتأتي هذه التصريحات وسط تزايد الضغوط الداخلية في ألمانيا، حيث كشفت مجلة "دير شبيغل" أن أكثر من 200 شخصية من الأوساط الإعلامية والثقافية والفنية في البلاد، وقعوا على بيان مشترك يدعون فيه المستشار الألماني أولاف شولتس إلى اتخاذ خطوات ملموسة تتضمن:

*وقف صادرات الأسلحة إلى إسرائيل بشكل فوري.

*تعليق اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل إلى حين وقف العدوان.

*الدعوة إلى وقف إطلاق نار فوري في غزة، والسماح بدخول المساعدات دون أي عوائق.

ويعكس هذا البيان تنامي حالة الغضب في الأوساط الثقافية والأكاديمية الألمانية إزاء الموقف الرسمي لحكومة شولتس من الحرب، في ظل التقارير الحقوقية والأممية التي توثق المجازر والدمار واسع النطاق في قطاع غزة منذ اندلاع العدوان في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ويرى مراقبون أن هذه الضغوط قد تمثل نقطة تحول في موقف برلين، لا سيما إذا اقترنت بحراك أوروبي أوسع يدفع باتجاه الضغط على إسرائيل عبر الأدوات الاقتصادية والدبلوماسية، في وقت تتزايد فيه الانتقادات للموقف الغربي المنحاز والداعم للحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع.