أردني محاصر يناشد العالم من قلب الكارثة (فيديو)
لم يكن المواطن الأردني خالد محمد فريد عبد الله يدرك أن رحلته القصيرة إلى قطاع غزة لحضور زفاف ابنة شقيقه ستتحول إلى كابوس إنساني مرير، بعد أن حوصر في القطاع مع اندلاع الحرب الإسرائيلية الأخيرة، ليجد نفسه اليوم في خيام النزوح بلا طعام أو مأوى أو سبيل للعودة إلى عائلته في الأردن.
ويقول خالد، في شهادته لموقع "الجزيرة نت"، وقد ظهرت عليه علامات الإرهاق والجوع، إنه دخل غزة قبل أيام قليلة فقط من اندلاع الحرب، وكان يستعد لمناسبة عائلية بسيطة، لكن "كل شيء انهار فجأة"، ووجد نفسه محاصَرًا وسط الجوع والقصف.
اليوم، يعيش خالد في مخيم للنازحين شمال قطاع غزة، حيث يفتقر لأدنى مقومات الحياة، ويعاني من وهن شديد يمنعه حتى من المشي. وعلى الرغم من محاولات عائلته في الأردن لإخراجه، فإنها لم تجد أي وسيلة لإنقاذه.
ويؤكد خالد أن معاناته لا تُختصر في شخصه، بل هي صورة مصغرة لما يعيشه أكثر من مليوني إنسان داخل القطاع المحاصر، في ظل مجاعة خانقة وانهيار كامل للبنية التحتية والخدمات الإنسانية.
ويسرد خالد مشاهد مروّعة من قلب المأساة، من بينها حادثة مقتل طفل دهسته شاحنة إغاثة خلال التزاحم على المساعدات، حيث نُقلت جثته إلى والدته داخل كيس، في مشهد قال إنه "لن يُمحى من ذاكرته ما دام حيًا".
وفي ختام شهادته، وجّه نداءً إنسانيًا عاجلاً إلى العالم، دعا فيه إلى فتح المعابر وإنقاذ المدنيين العالقين، مطالبًا وسائل الإعلام والمنظمات الدولية بكسر حاجز الصمت وكشف حجم الكارثة.
"دخلت غزة فرحًا بحفل زفاف.. واليوم أعيش بين خيام الجوع والنسيان"، بهذه الكلمات يلخص خالد مأساته، التي تحولت إلى صرخة لكل عالق ومحاصر في القطاع.