الحكومة: الأردن يتعرض لـ"ظلم كبير"
أكد وزير الاتصال الحكومي، الدكتور محمد المومني، أن الأردن لا يلتفت إلى محاولات التشكيك بمواقفه تجاه قطاع غزة، معتبراً أن تلك الحملات تقف خلفها أجندات سياسية لأحزاب وجماعات ودول تشعر بالامتعاض من الموقف الأردني الثابت تجاه القضية الفلسطينية.
وقال المومني، لـ"الغد"، إن الأردن سيبقى في طليعة المدافعين عن قضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، انطلاقاً من الواجبين الأخلاقي والقومي، إضافة إلى أن دعم فلسطين يصب في صميم المصلحة الوطنية الأردنية، نظراً لما يمثله الملف الفلسطيني من أهمية استراتيجية للأردن.
وأشار إلى أن الأردن يواجه ظلماً إعلامياً كبيراً نتيجة حملات ممنهجة تفتقر للموضوعية، لكنه مستمر في أداء واجباته تجاه الشعب الفلسطيني، موضحاً أن "الجهود الإغاثية لا يمكن أن تكون بديلاً عن وقف الحرب وضمان الحقوق المشروعة للفلسطينيين"، مشدداً على أن الفلسطينيين سيحصلون في نهاية المطاف على دولتهم المستقلة مثل باقي شعوب العالم.
تداعيات الحرب على الأردن
وقال المومني إن الأحداث في غزة والضفة الغربية تترك آثاراً مباشرة على الأردن، مشيراً إلى أن الأزمات الإقليمية، مثل المواجهة الإيرانية – الإسرائيلية، انعكست سلباً على قطاعات حيوية أبرزها السياحة والطاقة والنقل.
وفي المقابل، أكد أن الأردن يتمتع بوضع أمني وعسكري قوي بفضل رؤية القيادة ودور المؤسسات الأمنية والعسكرية، فضلاً عن خطاب الدولة المتزن الذي يجنّب البلاد التصعيد ويحمي مصالحها، مشيراً إلى أن "الأردن القوي هو الأقدر على إسناد أمته وزيادة تأثيره لصالح القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية".
خطة لتطوير الإعلام وتعزيز الاستقلالية
وفيما يخص الإعلام، أوضح المومني أن الحكومة تواصل جهودها لتعزيز استقلالية المؤسسات الإعلامية، وخاصة الإعلام الرسمي، بما يضمن تطوير المحتوى وتحقيق الاستدامة المالية والرقمية.
وأشار إلى أن الخطة التنفيذية لتطوير الإعلام تم إعدادها بعد مشاورات موسعة مع مؤسسات إعلامية وأكاديمية، ولن يتم الإعلان عنها قبل استكمال الحوار مع نقابة الصحفيين والجهات المعنية. وأضاف أن الحديث المتداول حول تغييرات في القيادات الإعلامية "غير دقيق"، وأن أي تغيير إن حدث سيكون مؤسسياً وبما يليق بمكانة الزملاء الإعلاميين.
حكومة ميدانية وشعبية جيدة
وتطرق المومني إلى طبيعة عمل الحكومة، قائلاً إن الرئيس الدكتور جعفر حسان لا يضيق بالنقد الموضوعي، والحكومة منفتحة على النقد البناء، بشرط أن يكون مستنداً إلى معلومات دقيقة.
وأكد أن الحكومة تحظى بشعبية جيدة، بحسب استطلاعات الرأي والمؤشرات المتوفرة لديها، لافتاً إلى أن بعض القرارات الحكومية قد لا تلقى قبولاً لدى الجميع، لكنها تحظى بدعم قطاعات واسعة، مثل قرارات لوحات السيارات، والعلاج في مركز الحسين للسرطان، وتخصيص عوائد لمصلحة صناديق الطلبة.
وشدد على أن الجولات الميدانية التي يقوم بها الرئيس والوزراء تُعبّر عن التزام الحكومة بخدمة المواطنين، وهي ليست شكلية، بل يتبعها مراجعة دقيقة لما تحقق على الأرض، مشيراً إلى أن الحكومة تنفذ جلسات لمجلس الوزراء شهرياً في المحافظات، بالتعاون مع القيادات المحلية.
الموقف من فلسطين وسوريا ثابت
وفي سياق القضية الفلسطينية، قال المومني إن "الشعب الفلسطيني لن يُمحى، ولا يمكن لأي جهة أن تلغي وجوده أو حقوقه"، مؤكداً أن لا أردني يقبل بالتهجير، ولا أي مؤسسة رسمية توافق على ذلك، مشيراً إلى أن إقامة الدولة الفلسطينية قادمة لا محالة، رغم تعنت الحكومة الإسرائيلية المتطرفة.