هجوم إسرائيلي على شيخ الأزهر الشريف

 

واصلت وسائل إعلام إسرائيلية، وعلى رأسها صحيفة معاريف، هجومها على مؤسسة الأزهر الشريف في مصر، وذلك عقب البيان الأخير الذي أصدره الأزهر وأدان فيه بشدة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، رغم قيام المؤسسة لاحقًا بحذفه.

وقال العقيد (احتياط) في جيش الاحتلال الإسرائيلي، والخبير في شؤون الشرق الأوسط، موشيه إلعاد، إن الأزهر يقود ما وصفه بـ"الخط المعادي لإسرائيل" في مصر، مشيرًا إلى أن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، يقف في مقدمة هذا التوجه، بصفته رأس مؤسسة دينية ذات تأثير واسع في المجتمع المصري والعالم الإسلامي.

وأضاف إلعاد أن الخطاب الصادر عن الأزهر منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023، أصبح أكثر حدّة وصراحة، مؤكدًا أن "جامعة الأزهر باتت وكأنها وزارة خارجية موازية للدولة المصرية" من حيث قوة التأثير والتعبئة.

وأشار الخبير الإسرائيلي إلى أن الأزهر نشر خلال الأشهر الماضية عشرات البيانات التي أدانت إسرائيل، واستخدم فيها مصطلحات مثل "العدو الصهيوني" و"الذئب المسعور"، متهمًا تل أبيب بارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق المدنيين في غزة.

ونقلت الصحيفة عن إلعاد قوله إن الدولة المصرية تدخلت بشكل غير معتاد لحذف البيان الأخير الذي أصدره الأزهر، والذي اتسم بلغة لاذعة، مدعيًا أن القاهرة أجبرت شيخ الأزهر على سحب البيان لتجنب التأثير على مفاوضات وقف إطلاق النار الجارية.

وزعم إلعاد أن هذه الخطوة تعكس "توترًا مكتومًا" بين مؤسسة الأزهر والسلطة السياسية في مصر، إلا أن الأزهر أصدر توضيحًا لاحقًا قال فيه إن قرار حذف البيان "جاء بمبادرة ذاتية ومسؤولة من المؤسسة الدينية"، مراعاة للمصلحة العامة والمساعي المبذولة لإنهاء الحرب ووقف إراقة الدماء.

وكان البيان المحذوف قد وصف ما يجري في غزة بأنه "جريمة إبادة جماعية"، وندد بـ"التجويع الممنهج والقتل العشوائي الذي يطال الأطفال والنساء والمسنين"، داعيًا إلى تحرك دولي عاجل لإنقاذ المدنيين.

وفي تحليله لطبيعة العلاقة بين المؤسسات الدينية والدولة المصرية، قال إلعاد إن "الخطاب المعادي لإسرائيل ليس جديدًا في مصر"، مؤكدًا أن غالبية المصريين، بمن فيهم المسؤولون السابقون والإعلاميون، يعبرون عن مواقف معارضة لإسرائيل، حتى وإن التزمت المؤسسة العسكرية الصمت بسبب طبيعة موقعها.

وأضاف: "رغم هذا الجو الشعبي المعادي، فإن إسرائيل تعتبر اتفاقية السلام مع مصر رصيدًا استراتيجيًا، ولا تبدي انزعاجًا علنيًا من الخطاب الديني أو الشعبي ما دام لا يؤثر على المصالح الاستراتيجية".

وتأتي هذه التصريحات في وقت تتصاعد فيه الانتقادات الدولية والإقليمية للممارسات الإسرائيلية في غزة، مع تزايد الأصوات الدينية والحقوقية المطالبة بوقف العدوان ورفع الحصار الإنساني المفروض على القطاع.