الدعجة يحذر: أي ضرر يصيب الأردن سينعكس على استقرار المنطقة بأكملها

 

قال أستاذ العلوم السياسية الدكتور هايل ودعان الدعجة، إن العالم يشهد حاليًا تمهيدًا واضحًا لإعادة تشكيل المنظومة الدولية، بناءً على توازنات المصالح وتبدّل أولوياتها، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة قد تحمل تغييرات جوهرية، أبرزها تزايد الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية.

وأوضح الدعجة لإذاعة حياة إف إم، أن إشارات متعددة بدأت تظهر بهذا الاتجاه، لا سيما إعلان فرنسا وعدة دول عن نيتها الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، في ظل متغيرات إقليمية ودولية متسارعة.

وأضاف أن الإدارة الأميركية تمضي في تنفيذ أهدافها الاستراتيجية، لكنها مضطرة في ذات الوقت إلى مراعاة علاقاتها مع حلفائها في الشرق الأوسط، والحذر من إحراج الأنظمة الحليفة لها سياسيا أو شعبيا.

وشدد الدعجة على ضرورة قراءة المرحلة الحالية بدقة ووعي، داعيا الدول العربية والإسلامية إلى توحيد المواقف وتحديد موقف جماعي بشأن مستقبل النظام الدولي الجديد الذي يُعاد تشكيله تدريجيا.

وفيما يخص الدور الأردني، أكد الدعجة أن الأردن لم يتخلَّ يومًا عن عروبته، بل إنه يقف اليوم وحيدا في المنطقة مدافعا عن القضية الفلسطينية، رغم كل الظروف، لافتا إلى أن المملكة نجحت في كسر الحصار المفروض على غزة، متحدية العراقيل الإسرائيلية، من خلال الجهود السياسية والدبلوماسية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني.

وأضاف أن الدبلوماسية الأردنية بقيادة جلالة الملك تسخّر إمكانياتها كافة لخدمة قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مشددا على أن الأردن بات "حديقة آمنة في إقليم ملتهب"، لكنه في حال تعرّض لأي تهديد، فإن المنطقة بأكملها لن تسلم من التبعات.

وأكد الدعجة أن الأردن يرفع صوته باستمرار في المحافل الدولية من أجل دعم الشعب الفلسطيني، والمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

كما توقع ارتفاع وتيرة المساعدات الإنسانية الموجّهة لغزة في المرحلة المقبلة، في ظل الزخم السياسي والدبلوماسي الدولي المتصاعد.

وفي سياق متصل، رجّح الدعجة أن يتراجع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن تصريحاته الأخيرة بشأن مفاوضات الهدنة في غزة، معتبرًا أنه ربما ضُلّل بالمعلومات التي وصلته، ما يستدعي توضيح الحقائق أمامه.

وحذر الدعجة من المشروع الإسرائيلي في المنطقة، مشيرًا إلى تصعيد واضح في مساعي الاحتلال لضم الضفة الغربية والأغوار الفلسطينية، وهو ما اعتبره تهديدًا مباشرًا لمعاهدة وادي عربة، وسعيًا لتكريس الاحتلال ومنع قيام الدولة الفلسطينية، تمهيدًا لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.