التل يكتب : حماس .. من يجرؤ على الصراحة ..
محمد حسن التل
ترى لو عاد الزمن بقادة حماس الذين اتخذوا قرار هجوم السابع من أكتوبر وشاهدوا النتائج الكارثية على أهل غزة ماذا سيقولون.. هل يعترفون بأن قرارهم كان خاطئا في التوقيت وحسابات الحروب والتوازن بين القوى، ولم يدرسوا فيه انعكاساته المدمرة على الغزيين وأنهم ورطوهم في معركة غير عادلة؟!
قادة حماس في الخارج لمحوا أكثر من مرة أنهم لم يكونوا يعلموا عن قرار السابع من أكتوبر وإيران قالت أنها لم تكن تعلم به أيضا ، وحزب الله قال قادته لو تمت استشارتهم لنصحوا بعدم تنفيذ القرار في هذا التوقيت حيث كل الموازين لصالح إسرائيل ، وأن مجرم الحرب نتياهو سيجد بهذا الهجوم فرصة لاستباحة دماء الفلسطينيين وتنفيذ مشروعه بدفع أهل الأرض إلى تركها بحثا عن الأمان وهربا من آلة الحرب الإسرائيلية التي قضت على كل مفاصل الحياة في غزة ، ولم تكتف حتى الآن بما فعلته فبعد أن دمرت كامل غزة وقتلت ألآلاف اتجهت إلى أقذر سلاح عرفته البشرية..سلاح التجويع حيث يموت الناس هناك جوعا وعطشا في ظل واقع عربي وإسلامى متهالك..
لقد استغلت إسرائيل الواقع الذي أوجده هجوم السابع من أكتوبر لاستباحة دول المنطقة ، فدمرت لبنان واحتلت أجزاء من سوريا وهاجمت إيران وتعربد في المنطقة حيث تشاء ، ووجد نتنياهو الفرصة سانحة للبدء بتتفيذ مشروعه لتغيير خارطة الشرق الأوسط.
وهنا نتذكر قول الراحل حسن نصر الله عندما سئل عن حرب ٢٠٠٦ في لبنان ، لو أنه كان يعلم أن عملية خطف الجنود الإسرائيليين ستكون نتائجها كارثية على لبنان ، هل كان سيقدم على هذا فقال لا ..
لا يمكن لعربي ومسلم أن يشكك بنوايا المقاومة في فلسطين أو أنه أن لا يرغب بقتال إسرائيل ودحرها والثأر منها، لكن التوقيت والكيفية أمران حاسمان في أي صراع أو مواجهة..
قد يدعي مزاود يجلس تحت المكيف وأمامه طعامه وشرابه وحوله أبناءه أن هذا الحديث انهزامي ويدعو حماس إلى رفع الراية البيضاء والاستسلام أمام المجرم ، ويتناسى ماذا يحدث على الأرض في غزة فالناس يموتون أمام العالم الذي لم تتجاوز ردود فعله على الجريمة والمجرم الخطابات والبيانات والإدنات التي لا تغني أهلنا في غزة عن الموت إما بالرصاص أو بالجوع والعطش فماذا يساوي الحبر أمام الدم وماذا تساوي الخطابات الرنانة أمام التدمير والتشريد على مدار عامين والمدى لا زال مقتوحا على المجهول.. في وقت ما زالت فيه إسرائيل تتلقى الدعم اللامحدود من حلفائها الذين يعتبرونها في حربها على غزة تدافع عن نفسها!!
حلقات مسلسل الموت المستمر في غزة تدين الجميع ومعهم حماس التي من المفروض الآن أن تتخذ قرارا تاريخيا بعيدا عن الحسابات التنظيمية وحسابات الربح والخسارة برفع الهلاك عن مواطنيها في غزة وتسلم الملف للدول العربية الفاعلة لكي تتخذ هذه الدول القرار الواجب لحماية ما تبقى من حياة في غزة ، فالمكابرة لم تعد تجدي والعناد في التوقيت الخاطئ مدمر ....