المطلوب للأردن والمطلوب منه

 

د . بسام العموش

مع حالة الغليان في نفوسنا تجاه مذبحة ومجزرة وفضيحة غزة، لا بد أن تبقى البوصلة في الاتجاه الصحيح. وما دمنا في بلدنا فإن المطلوب منا :

١.  أن لا ننكر الجهد السياسي والإغاثي والطبي فنحن أول البلدان في كل ذلك رغم أن غزة ليست على حدودنا. وأن الأصوات النشاز التي تنال من الأردن إنما تحاول أن تفرغ شحناتها وتبرر تقصيرها وعجزها، فقرار الفرد أو الحزب ليس مثل قرار الدولة ذات العلاقات والحسابات والمآلات والنتائج .

٢.  وبكل وضوح لا يستطيع الأردن أن يفتح جبهة ولم ولن يستجيب لكل الأصوات التي قالت: خف إيدك عن الحدود ليتم مدحها أو لأنها لا ترى بالمنظار البعيد. فالقضية عالمية لا يستطيع الأردن الوقوف في وجهها لظروفه ولانقسام العرب وعجزهم وتفرقهم وهذه كلها لها استحقاقات يعرفها العقلاء .

أما المطلوب من الأردن :

١.  استمرار الجهد السياسي والطبي والإغاثي والضغط باتجاه فتح المعابر ووقف إطلاق النار .

٢. مراعاة شعور الناس فنحن لسنا في حالة طبيعية، ولهذا فقد يقول قائل ويكتب كاتب غيرة وانفعالا "وعاطفة فليتسع صدر الدولة لذلك". ولنقلل استخدام قانون الجرائم الإلكترونية ما دام الأمر ليس فيه قدح ولا ذم ولا تخوين ولا اتهام.

٣.  فتح المجال للناس كي يتبرع كل قادر ولو بشق تمرة ليشعر أنه مع أخوته المظلومين المعذبين، وكل ذلك عبر الهيئة الخيرية ضمن شفافية عالية لقطع الطريق على المشككين .

٤.  تسهيل عمل المؤسسات الموثوقة لجمع التبرعات مع الرقابة على ذلك، فكل جمعياتنا ترغب بتقديم المساعدة، الأصل براءة الذمة ليس الاتهام، ومن تلاعب فليتم إرساله إلى المحاكم لينال جزاء السرقة والتلاعب بقوت الغزيين.

٥.  ولا بد من عدم استفزاز الناس بأية نشاطات لا تراعي حالتنا هذه فنحن في حالة حرب و كل تأوه ووجع هناك في غزة نشعر به فورا. ونحن في الاردن أهل نخوة وشهامة لا يقيم الواحد منا فرح ابنه إذا كان لجاره ميت .

أخيرا لا بد من تجسير الهوة بين المسؤول والمواطن فنحن بأمس الحاجة إلى الثقة والتي بدونها يصبح الوطن في خطر.