غرايبة يكتب : دخول الطحين بين روايتين؟
حسام غرايبة
ان معاناة اهلنا في غزة من قتل وهدم ثم تجويع ممنهج بقصد الابادة والمسح الجماعي لسكان غزة هو عار على جبين الانسانية جمعاء وبالاخص الدول اعضاء مجلس الامن فضلا عن الامتين العربية والاسلامية التي تقف عاجزة وغير قادرة على ايقاف هذا العدوان الوحشي البربري، بل غير قادرة على إدخال شربة ماء او كسرة خبز.
وما قام به الاردن من جهد دبلوماسي واستخدام كامل الثقل السياسي للملك والدولة الاردنية في التنسيق مع الاوروربيين للضغط باتجاه وقف هذه المجاعة هو جهد اردني وواجب وطني لايمنّ الاردن به على احد، بل هو نابع من مسؤوليتنا الوطنية والعروبية والانسانية كاردنيين تجاه اهلنا في غزة، ولاننا كذلك نؤمن ان أمننا الوطني الاردني يفرض علينا تثبيت اهلنا في غزة.
لكن ومنذ اللحظات الاولى لدخول المساعدات انبرى العديد من المغردين وناشري المحتوى بين مهول ومعظم وبين مشكك ومكذب، ولعلنا نتفق على الاطار التالي:
1-ماتمكن الاردن من فعله بالرغم من محدودية مواردنا هو شيء مقدر و عالي القيمة ويعتبر خرقا للحصار الظالم المفروض على اهلنا في غزة.
2- ماوصل من مساعدات حتى اللحظة لايكفي لسد الجوع ولاينهي المجاعة وهذا ما يقوله الاردن بشكل واضح، الا انه يشكل بارقة امل و إنقاذ لكل من وصلته المساعدات من اهلنا في غزة وقد عبر اهلنا في غزة ممن وصلتهم المساعدات عن ذلك بوضوح.
3-الاردن لم يعلن انه كسر الحصار تماما بل اعلن رئيس الهيئة الخيرية الهاشمية مرارا وتكرارا ان الاحتلال يعيق وصول المساعدات، وانه يتحمل كامل المسؤولية عن حالة التجويع التي تضرب غزة واهلها، وان الاردن مستمر بالضغط والسعي لادخال الاحتياجات لاهلنا المظلومين.
4- لقد رفض الاردن التعامل مع منظمات غير انسانية ومشكوك فيها وفي القائمين عليها واصر الاردن ان يكون التعامل مع منظمات اممية وعلى راسها المطبخ المركزي العالمي لتتولى التوزيع العادل على اهل غزة.
5-هل انتهى الجوع في غزة؟ بالتاكيد لا ، ويحاول العدو الاستفادة من منظر دخول المساعدات لتحسين صورته القبيحة، ودخول المساعدات لايغير من حقيقة ان العدو يمارس تجويعا ممنهجا ضد اهل غزة.
6- هل انتهت المهمة؟ بالتاكيد لا... والاردن اعلن انه مستعد لارسال الاف الشاحنات لغزة ولابد من الضغط الدولي على الاحتلال للسماح بالشاحنات بايصال المساعدات والاحتياجات الغذائية والطبية لاهلنا في غزة.
7- التشكيك وتكذيب دخول المساعدات وبالذات من مغردين يقيمون في دول غربية وغيرها لايخدم اهلنا في غزة، بل ينقل المعركة من ان تكون موجهة ضد جرائم العدو لتصبح معركة واحتراب فيسبوكي لا طائلة منه ويخدم نهج العدو في تقسيم امتنا وبث الخلافات بين ابناء الشعوب العربية.
اتمنى ان تحذو دول عربية اخرى حذو الاردن وتقوم بالاعلان عن استعدادها لارسال المساعدات، ولعلي اطرح الفكرة التالية واتمنى ان يلتقطها زعماء الدول العربية ولالسلامية الذين اجتمعوا في قمة الرياض 11-2024 واعلنوا فرض كسر الحصار وادخال المساعدات لغزة:: فلعل الدول العربية والاسلامية والتي يزيد عددها عن 50 دولة ترسل جميعها طائرة مساعدات تنطلق من كل دولة وتلتقي جميعها فوق سماء غزة لتلقي المساعدات لتشكل بذلك اكبر حركة احتجاجية على التجويع الممنهج الحاصل بغزة، ولتشكل احراجا كبيرا للادارة الامريكية والاسرائيلية و لننظر هل يجروء الاحتلال على التعرض لهذه الطائرات ام لا؟
انها فرصتنا كامة عربية واسلامية لاعادة تموضعنا في هذا العالم الواسع ولنشكل قوة اخلاقية قادرة على ان تفرض احترامها على دول المنطقة ولتضع حدا لهذه الغطرسة الاسرائيلية التي لم يشهد التاريخ مثيلا لها.
بدلا من التجنّي على الاردن علينا ان نطلب من بقية الدول العربية والاسلامية ان تقدم ما تستطيع.