غزة تختنق ببطء وسط غطاء أمريكي واضح

 

قال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور منذر حوارات إنه في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لم تعد توصيفات مثل "إبادة جماعية" أو "جرائم حرب" قادرة على الإحاطة بحجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أت المأساة في غزة تجاوزت حدود المفردات القانونية والأخلاقية، بينما يقف المجتمع الدولي عاجزًا، يراقب بصمت انهيار القيم التي طالما ادّعى تمثيلها.

وبيّن الحوارات أنّ ما يجري على الأرض لم يعد يقتصر على القصف أو الاجتياح العسكري، وإنما باتت أدوات الحرب الإسرائيلية أكثر بشاعة، حيث يُستخدم التجويع كسلاح ممنهج، مضيفًا أن الواقع الجديد في غزة يشكّل دلالة مفجعة على أن الاحتلال يتعمّد فرض الموت البطيء، بعد أن فشل في حسم المعركة عسكريًا.
وذكر أن هذا المشهد الدموي يتغذى على غطاء سياسي ودبلوماسي أمريكي، يمنح الاحتلال جرأة غير مسبوقة لتجاوز كل القوانين والمعاهدات الدولية، دون خوف من تبعات قانونية أو محاسبة، فقد أصبحت إسرائيل، بدعمٍ مباشر من واشنطن، تمارس تنمّرًا منظّمًا على الشرعية الدولية، وتتجاهل عن عمدٍ الأصوات الأممية المطالبة بوقف المجازر، ما يعكس حجم التواطؤ القائم.

في المقابل، يكتفي المجتمع الدولي بخطابات لا ترتقي إلى مستوى الفعل، وسط عجز واضح عن بلورة تحرك جاد لإنهاء هذه المأساة. الجميع يُدرك هول ما يحدث، لكن أحدًا لا يملك الإرادة السياسية لإيقافه، وفقًا لما قاله الحوارات لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية".

ونوّه إلى أن المدخل الحقيقي لأي حل لا بد أن يبدأ بوقف الكارثة الإنسانية فورًا، عبر ضمان تدفّق آمن للمساعدات الغذائية والطبية إلى القطاع، ونزع ذريعة "أسرى الاحتلال" من يد إسرائيل، والتي تلوّح بها لتبرير استمرار عدوانها.

كما أن الوصول إلى تفاهم سياسي يضمن بقاء الشعب الفلسطيني وحمايته من الإبادة هو ضرورة لا تحتمل التأجيل، سواء من خلال اتفاق مرحلي يفتح الباب لرفع الحصار، أو عبر تسوية أوسع تضع حدًا للاحتلال وتنهي مأساة غزة المستمرة منذ سنوات.