السبايلة لـ"أخبار الأردن": الكارثة الإنسانية في غزة أداة لتسويق التفريغ الديموغرافي

 

قال خبير الشأن الاستراتيجي الدكتور عامر السبايلة، إن وتيرة الضغوط المتزايدة تتسارع على قطاع غزة في سياق يبدو متقاطعًا مع رغبة إسرائيل في ترسيخ فكرة "الخروج من غزة"، لا بوصفها انسحابا عسكريا تكتيكيا، بقدر ما تمثل خطوة استراتيجية لإعادة رسم الواقع الديموغرافي والجغرافي للقطاع.

وأوضح السبايلة، في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، أن تعميق الكارثة الإنسانية تحوّل إلى أداة وظيفية تُستخدم لتسويق سيناريو "التفريغ الديموغرافي" المثير للجدل، بدعوى الاستجابة لضرورات الإغاثة.

وبيّن السبايلة أن هذا المسار يترافق مع تزايد الحديث عن تفاهمات غير معلنة مع بعض الدول التي يُروّج لاستعدادها لاستقبال أعداد من الغزيين، بما يعكس مسعى لتحويل المعاناة الإنسانية من عبء أخلاقي على المجتمع الدولي إلى فرصة سياسية تُوظّف لخدمة مشروع إعادة التشكيل السكاني للقطاع.

ونوّه إلى أنه في ظل تعثر التوصل إلى اتفاقيات هدنة دائمة أو تفاهمات سياسية مستقرة، فإن الضغط الإنساني لا يتراجع، يقدر ما يزداد حدّة وتنوعا، مما يُعزّز الشكوك حول وجود إرادة مبيتة لدفع السكان نحو خيارات اللجوء القسري، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، وللحقوق التاريخية والسيادية للشعب الفلسطيني.