أبو رمان: مخاوف حقيقية تهدد الأمن القومي الأردني

 

حذّر أستاذ النظرية السياسية الدكتور محمد أبو رمان، من خطورة المرحلة الراهنة في المنطقة، واصفا إياها بأنها "مفصلية ولا عودة عنها"، في ظل مشهد سياسي إقليمي وصفه بـ"السائل"، وغياب القوى القادرة على كبح الانفجار القادم، وسط تصاعد المؤشرات على نوايا الاحتلال لضم الضفة الغربية وتهجير الفلسطينيين.

وقال أبو رمان، في مداخلة عبر إذاعة "عين إف إم"، إن الأردنيين يعيشون مشاعر الألم والعجز مع أطفال غزة، مشددا على أن الجميع "يموت معنويا معهم"، في وقت لم تنتهِ فيه الحرب فعليا، بل دخلت منعطفا أخطر سياسيا وأمنيا.

وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة كانوا يهدفون إلى دفع إيران نحو الاستسلام النووي، إلا أن عدم توقيع طهران على اتفاقية وقف تخصيب اليورانيوم يجعل من تجدد الصراع احتمالا قويا.

وأضاف أن بنيامين نتنياهو يسعى لفرض ضمانات مطلقة لمنع استئناف البرنامج النووي الإيراني، مع استمرار استهداف سوريا لضمان بقائها دولة غير قادرة على النهوض، مؤكدا أن الاحتلال يتبع خططا مرسومة منذ قرنين، أبرزها تفكيك دول الجوار إلى كيانات صغيرة، مقابل سعيه لدمج "تل أبيب" في المنطقة، وهو مشروع يصطدم بالسياسات المتطرفة لنتنياهو ووزرائه.

وفي سياق متصل، كشف أبو رمان عن تصويت مرتقب اليوم في الكنيست الإسرائيلي لضم الضفة الغربية رسميا إلى سيادة الاحتلال، محذرا من أن هذا القرار سيمهد فعليا لتهجير الفلسطينيين، ما يشكّل تهديدا مباشرا للأمن القومي الأردني، خصوصا مع توجهات لإنهاء المخيمات والتضييق على الفلسطينيين.

ووصف مستقبل القضية الفلسطينية بـ"المرعب"، خاصة إذا تم إلغاء أو تقويض السلطة الفلسطينية، ما قد يؤدي إلى فوضى أمنية غير محسوبة العواقب في الأراضي المحتلة.

وفي ختام حديثه، أبدى أبو رمان أسفه لواقع قطاع غزة، قائلًا إنه لا توجد أي إمكانية للعودة إلى ما قبل 7 أكتوبر، في ظل الظروف الحالية التي تنذر بمرحلة جديدة من التصعيد الإقليمي والصدام الوجودي.