طبيب أردني يكشف أسباب "جلطات الشباب"
حذّر استشاري أمراض القلب وكهربة القلب والقسطرة التداخلية، الدكتور محمد الحجيري، من أن الجلطات القلبية قد تصيب العديد من الأشخاص دون أعراض واضحة، ما يجعل من الضروري التمييز بين آلام القلب العادية وتلك الناتجة عن جلطة قد تكون قاتلة.
وأوضح الحجيري لإذاعية "عين"، أن أمراض القلب لا تزال القاتل الأول عالميًا، حتى في الدول المتقدمة، متجاوزة في خطورتها أمراض السرطان، مشيرًا إلى أن التوتر المرتفع في المنطقة العربية، إلى جانب نسب التدخين العالية، بما في ذلك بين الكوادر الطبية، يسهم في تفاقم الوضع.
وأكد الحجيري أن النظام الغذائي الحديث فقد عناصره الصحية، وأصبح مساهمًا رئيسيًا في ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض القلب. وأشار إلى أن ليس كل ألم في الصدر يعني بالضرورة جلطة قلبية، حيث يقوم الأطباء بتقييم شامل يتضمن العمر، الجنس، الوزن، ونمط الحياة قبل تشخيص الحالة.
وأوضح أن من أبرز أعراض الجلطة ما قبل حدوثها هو شعور مفاجئ بثقل في الصدر عند بذل مجهود، مؤكدًا أهمية ثقافة "طبيب الأسرة" في الوقاية والكشف المبكر، وهي ثقافة شبه غائبة في المجتمع الأردني.
وأضاف أن الجلطات المفاجئة لدى الشباب غالبًا ما تعود إلى اختلالات وراثية أو مشاكل عضلية قلبية، وليس بالضرورة إلى انسداد الشرايين.
العلاقة مع كورونا والطعام الجيد
وتطرق الحجيري إلى العلاقة بين فيروس كورونا والجلطات، مؤكدًا أن الفيروس قد يسبب التهابات في عضلة القلب تؤدي إلى الجلطات، في حين أن المطاعيم تسهم في الوقاية من هذه المضاعفات.
كما شدد على أن مرضى السكري والضغط معرضون أكثر للإصابة بالجلطات، داعيًا إلى ضبط ضغط الدم والالتزام بالأطعمة الصحية، وعلى رأسها النظام الغذائي المتوسطي مثل زيت الزيتون والبرغل والخضار الطازجة.
وحول تناول المميعات دون أسباب طبية، كشف الحجيري عن دراسة علمية تؤكد أن استخدامها بعد سن الأربعين بدون مبرر طبي قد يرفع خطر نزيف المعدة، محذرًا من تداول النصائح الطبية بشكل عشوائي.
وفي ختام حديثه، لفت إلى أن الحجامة لم تُثبت علميًا كوسيلة للوقاية من الجلطات، رغم فوائدها الأخرى، وأن العامل الأخطر الذي يزيد احتمالات الوفاة، حتى لدى الرياضيين، هو التوتر المزمن الذي يفتك بصمت.