مروان البرغوثي بين مفاتيح الصفقة وقَسم السنوار

 

رغم التقدم الذي أحرز في الجولة الأخيرة من المفاوضات غير المباشرة في الدوحة، ما تزال المباحثات بين إسرائيل وحماس تراوح مكانها، وسط تأكيدات بأن النقاش لم يصل بعد إلى مرحلة البحث في أسماء الأسرى الفلسطينيين، مع انتظار الجانب الإسرائيلي رد حماس على المقترح الجديد الذي قدمه الوسطاء.

ويشمل العرض، بحسب ما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، خرائط ومفاتيح جديدة تتيح الإفراج عن عدد أكبر من الأسرى الفلسطينيين مقابل كل أسير إسرائيلي. لكنّ حماس، وفق مصادر فلسطينية، ترفض التخلي عن مطلبها الأساسي المتمثل بإطلاق سراح القيادي البارز في حركة فتح، مروان البرغوثي، المحكوم بالسجن المؤبد خمس مرات و40 عامًا إضافية.

وتنقل الصحيفة عن أحد المصادر قوله إن "يحيى السنوار وعد شخصيًا زوجة البرغوثي، فدوى، بإطلاق سراحه، وأقسم لها على القرآن الكريم"، معتبرًا أن البرغوثي يشكّل "ورقة تفاوض مركزية لا يمكن التنازل عنها".

ويحظى البرغوثي بشعبية واسعة في الضفة الغربية، ويُنظر إليه كخليفة محتمل للرئيس الفلسطيني محمود عباس. وتقول المصادر الفلسطينية إن البرغوثي قادر على قيادة منظمة التحرير الفلسطينية حتى من خارج البلاد، وربما من قطر في حال إطلاق سراحه وترحيله، إذ يذكّر الكثيرون بأسلوبه القيادي وكاريزمته بالرئيس الراحل ياسر عرفات.

وتنصّ مسودة الاتفاق المطروح على وقف لإطلاق النار لمدة 60 يومًا، يتم خلاله إطلاق سراح نصف عدد الأسرى الإسرائيليين الأحياء، أي عشرة أسرى، إلى جانب تسليم جثث 18 آخرين. وبحسب المقترح، يُفرج عن ثمانية أسرى أحياء في اليوم الأول من التهدئة، وآخرين في اليوم الخمسين، مع ثلاث دفعات لتسليم جثامين القتلى خلال الشهرين.

كما يتضمن الاتفاق الإفراج عن عدد غير محدد من الأسرى الفلسطينيين، وزيادة المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، إضافة إلى مرونة إسرائيلية بشأن انسحاب الجيش من مناطق عدة في القطاع، بما في ذلك محور موراج جنوبي غزة.

وعلى الرغم من موافقة إسرائيل على البنود المطروحة مبدئيًا، نقلت مصادر سياسية إسرائيلية أن حماس تبطئ وتيرة المفاوضات، خصوصًا بشأن "مفاتيح الأسرى"، معتبرة أن الحركة "تشكل العقبة الأساسية في هذه المرحلة".

ورغم ذلك، تدرس إسرائيل إرسال وفد تفاوضي رفيع المستوى إلى الدوحة إذا أبدت حماس استعدادها لمناقشة القضايا الجوهرية. ومن بين الأسماء المرشحة للمشاركة في هذا الوفد الوزير رون ديرمر، ورئيس الموساد دافيد برنيع، ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، ونائب رئيس جهاز الشاباك.

ومن المتوقع أن تُتخذ قرارات حاسمة بشأن هذا التوجه في الأيام القليلة المقبلة، خصوصًا إذا وصل المبعوث الأمريكي ويتلي ويتكوف إلى الدوحة الأسبوع المقبل، ما قد يشكّل دفعة إضافية للمفاوضات.