اختراق علمي غير متوقّع لعلاج العمى
في اختراق علمي غير متوقّع، كشف باحثون في سنغافورة أن دواءً جرى تطويره في الأصل لعلاج السرطان قد يحمل أملاً واعدًا في مكافحة أحد أكثر أسباب العمى شيوعًا لدى كبار السن ومرضى السكري.
الدراسة التي أُجريت في معهد إيه ستار للبيولوجيا الجزيئية والخلوية (A*STAR IMCB) ونشرتها مجلة نيتشر كوميونيكيشنز في مايو الماضي، أظهرت أن الدواء المعروف باسم PRL3-zumab قد يكون فعالًا في علاج حالتين رئيسيتين تقفان وراء فقدان البصر: الضمور البقعي الرطب المرتبط بالتقدّم في العمر واعتلال الشبكية السكري.
تتسبب هذه الحالات المرضية في نمو أوعية دموية غير طبيعية تحت شبكية العين، مما يؤدي إلى تسرب الدم والسوائل، ويتطلب علاجها حقنًا شهرية مباشرة داخل العين، ما يعرّض المرضى لمخاطر العدوى وتلف العدسة. كما أن 45% من المرضى لا يستجيبون بشكل كافٍ للعلاجات الحالية.
لكن الدواء الجديد غيّر المعادلة. فقد أظهرت التجارب على الفئران أن الحقن الوريدي لـ PRL3-zumab قلل من تسرب الأوعية الدموية بنسبة وصلت إلى 86%، وهو معدل يتفوق على الطرق التقليدية للحقن في الجسم الزجاجي، ما يعزز من فرص الحفاظ على البصر دون الحاجة لإجراءات تدخلية شهرية.
البروفيسور تشي زينغ، كبير العلماء في المعهد ومكتشف بروتين PRL3 المرتبط بنقائل السرطان عام 1998، قال في تعليقه على هذا التطور: "لم أكن أتوقع أن يقودني بحثي في السرطان إلى حلول لأمراض العيون. إن اكتشاف دور هذا البروتين في فقدان البصر يفتح بابًا جديدًا للأمل."
الدواء PRL3-zumab كان قد أنهى بالفعل المرحلة الثانية من التجارب السريرية على مرضى السرطان، مع سجل سلامة مبشر، ما يسهّل انتقاله إلى التجارب السريرية في مجال طب العيون. وقد حصل الباحثون على موافقة رسمية من هيئة العلوم الصحية السنغافورية، ومن المقرر أن تبدأ التجارب البشرية نهاية عام 2025.
من مختبرات الأورام إلى عيادات العيون، يواصل هذا الدواء رسم ملامح مستقبل علاجي واعد لمرضى فقدان البصر.