أكاديمي أردني يكشف عن قضية خطيرة في جامعة رسمية
كتب الدكتور محمد بني سلامة:
في زمن أصبح فيه البحث العلمي يُقاس بعدد الدولارات لا بعدد الاقتباسات، بلغنا — من مصادر موثوقة لا تجيد التزييف كما يجيده بعض الباحثين — أن أحد "نجوم النشر السريع" الذين التحقوا بإحدى الجامعات الرسمية خلال السنوات الثلاث الماضية قد حصل على مكافآت مالية تفوق 100,000 دولار أمريكي (أي ما يقارب 70,000 دينار أردني). كل ذلك مقابل "نشر علمي"، في الظاهر، أما في الباطن فهو نشر إعلامي موجه نحو قائمة النزاهة الحمراء!
المفارقة الساخرة؟ أن هذا الباحث العبقري، الذي تُغدق عليه المكافآت وكأنه أنقذ البشرية من الجهل، هو نفسه من سُحبت أبحاثه من مجلات علمية، وساهم بإدخال جامعته إلى نادي الجامعات المشبوهة عالميا من حيث النزاهة البحثية.
لكن المشهد يصبح أكثر إثارة، حين نكتشف أن اسمه يتكرر في أبحاث "مشتركة" مع نجل رئيس الجامعة — علاقة علمية بحتة، بلا شك! — مما يفتح أبوابا مشرعة لتساؤلات عن تضارب المصالح، وسرعة الترقيات، والتوظيف الأكاديمي على قاعدة "ابن الأكابر".
أما تتويج هذه المسرحية الأكاديمية، فهو في ترقيته إلى رتبة أستاذ دكتور خلال فترة قياسية مذهلة، لم يسجّل مثلها في تاريخ التعليم العالي، وكل ذلك في عهد رئيس جامعة لا ينفك يُغرد يوميًا عن إنجازاته في رفع التصنيفات العالمية، بينما تسير الجامعة في الواقع إلى قاع النزاهة بسرعة الصاروخ.
إن كانت هذه هي "الريادة" التي يتغنون بها، فاسمحوا لنا أن نبحث عن "الذيل" لا "الرأس"، فربما نجد فيه بعض الإنصاف.
أطالب، بصفتي مواطنًا غيورًا على ما تبقى من هيبة جامعاتنا، بفتح تحقيق عاجل، وشفاف، ومستقل، للكشف عن صحة هذه المعلومات، ومحاسبة كل من تسبب في هذا الانحدار الأكاديمي والمالي والأخلاقي، أيًا كانت صفته، أو من يحميه.
وليعلم الجميع: لا رفعة لتعليم، ولا كرامة لجامعة، تُدار بالأقارب والمحاباة، وتُكافئ على الانتحال والتضليل.
مع فائق الاحترام (والأسى)،