الرئيس السوري: أصبحنا أمام خيارين
اتهم الرئيس السوري أحمد الشرع، فجر الخميس، إسرائيل بالوقوف خلف أحداث العنف الأخيرة في محافظة السويداء، محمّلاً إياها مسؤولية "خلق الفتنة وتصعيد الأوضاع"، في أول تصريح له منذ اندلاع المواجهات ووقوع الغارات الإسرائيلية قرب دمشق وجنوب سوريا.
وقال الشرع في خطاب وجّهه إلى السوريين، إن "سوريا اليوم أمام خيارين: إما مواجهة إسرائيل أو إصلاح الجبهة الداخلية"، مؤكداً أن بلاده لا تخشى الحرب لكنها اختارت تغليب مصلحة السوريين على الفوضى والدمار. وأضاف: "نرفض أي مسعى يهدف لجرّ أبناء السويداء إلى الانقسام أو الاصطفاف مع أطراف خارجية"، معلناً تكليف الفصائل المحلية وشيوخ العقل بمهمة حفظ الأمن في المحافظة.
وشدّد الرئيس السوري على أن الفاجعة التي شهدتها السويداء كشفت محاولات مكشوفة لخلق الفوضى من قبل مجموعات خارجة عن القانون، وصفها بأنها "اعتادت العبث وإثارة الفتن"، مشيراً إلى أن بعض قادة هذه العصابات رفضوا الحوار لشهور طويلة.
رفض الحرب.. لا الخضوع
وتابع الشرع: "لسنا ممن يخشون الحرب، نحن أبناء التحديات، لكننا لن نسمح بجرّ سوريا إلى حرب لا هدف لها سوى تفتيت الوطن"، متهماً إسرائيل بمحاولة إشعال مواجهة واسعة من خلال استهداف منشآت مدنية وحكومية، وذلك لتعطيل جهود الدولة في استعادة الاستقرار داخل السويداء.
وأشار إلى أن تدخل وساطات أميركية وعربية وتركية كان له دور حاسم في تجنيب المنطقة "مصيراً مجهولاً"، بعد أن كانت على وشك الانزلاق نحو صراع مفتوح.
السويداء والخيار الوطني
أكد الرئيس السوري أن الدولة قررت منح الثقة للقيادات المجتمعية في السويداء، موضحاً أن "تكليف بعض الفصائل المحلية ومشايخ العقل جاء بهدف الحفاظ على السلم الأهلي ومنع تفجّر الوضع من جديد"، في ظل ما وصفه بمحاولات خارجية لـ"زرع الفوضى وتفكيك وحدة سوريا".
وقال الشرع: "نحن أبناء هذه الأرض، نعرف من يحاول جرّنا إلى الحرب، ونعرف أهدافهم.. ولن نسمح بتحويل سوريا إلى ساحة مؤامرات أو ساحة صراعات إقليمية".
الدروز جزء أصيل من الوطن
وخاطب الشرع أهالي السويداء قائلاً: "أنتم جزء أصيل من النسيج الوطني، وحمايتكم أولوية، ومن تجاوز عليكم سيُحاسب"، مضيفاً أن "الدولة السورية هي دولة الجميع، وهي الضمانة الحقيقية لبناء سوريا الجديدة بعيداً عن الفتن والانقسامات".
وأكد أن حماية التنوع السوري وترسيخ الوحدة الوطنية يمثلان السبيل الوحيد نحو النهوض من آثار الحرب، مشدداً على أن "ما تحتاجه سوريا اليوم هو وحدة الكلمة، وشراكة الجميع في مشروع إعادة البناء".
وكانت محافظة السويداء قد شهدت، الأحد، اشتباكات مسلحة بين فصائل محلية ومجموعات متنازعة، أوقعت قتلى وجرحى، ما دفع القوات الحكومية للتدخل بهدف تهدئة الأوضاع. ومع تصاعد المواجهات، شنت إسرائيل غارات على مواقع قرب دمشق وجنوب سوريا، بزعم "حماية الدروز"، قبل أن تعلن السلطات السورية، مساء الأربعاء، التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار مع فصائل درزية.