خبير عسكري: الاحتلال يعيد رسم جغرافيا غزة لتكريس واقع جديد على الأرض
قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبوزيد، إن الاحتلال الإسرائيلي ينفذ أعمالاً هندسية في قطاع غزة تهدف إلى إعادة تشكيل الجغرافيا بما ينسجم مع خارطة جديدة يسعى لفرضها على الأرض، كبديل عن الخارطة التي رفضتها المقاومة الفلسطينية خلال مفاوضات الدوحة.
وأوضح أبوزيد، في تصريح صحفي، أن هذه المحاولات تمثل "تحايلاً جغرافياً" من قبل الاحتلال، إذ يحاول تعديل الواقع المكاني ليتماشى مع مخططاته، بدل أن تتطابق الخرائط مع الجغرافيا القائمة. وأشار إلى أن هذه الأعمال لا يمكن فصلها عن الأنباء المتداولة داخل الأوساط العسكرية الإسرائيلية، بشأن نية رئيس الأركان إيال زامير تقديم تصور جديد للمنطقة الإنسانية الواقعة جنوب محور موراغ.
وأكد أبوزيد أن الاحتلال يسعى إلى استنساخ نموذج الضفة الغربية داخل قطاع غزة، من خلال إنشاء ممرات عسكرية تتيح له حرية الحركة متى شاء، دون أن يكون مقيداً بالحدود أو الطرق التقليدية. ولفت إلى أن الاحتلال قد يلجأ إلى تحريك محور موراغ باتجاه الجنوب لتقليص مناطق الاحتكاك والسيطرة، وربما ينسحب منه لاحقاً، لكنه سيُبقي على "ممرات تكتيكية" تضمن لقواته سرعة المناورة والتحرك خلال وبعد أي اتفاق لوقف إطلاق النار.
وأضاف أن الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية تقوم على تقسيم القطاع إلى محاور تمتد من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، بهدف تقطيع غزة إلى كنتونات معزولة. إلا أن أبوزيد شدد على أن فعالية هذه الاستراتيجية تبقى محل شك، خاصة في ظل فشلها في تنفيذ خطة "الجنرالات" وعجز وحدات "عربات جدعون" عن تحقيق أهدافها الميدانية.
وختم أبوزيد بالإشارة إلى أن المعطيات الميدانية منذ بداية شهر حزيران/يونيو تُظهر تغيراً في موازين القوى لصالح المقاومة، وهو ما يعكس تبايناً واضحاً بين تصريحات الاحتلال وواقع الميدان، مما يضع علامات استفهام حول جدوى المخططات الجغرافية التي يحاول الاحتلال فرضها على القطاع.