العياصرة: أصبحت أرى الأردن "وطنا"

 

أكد العين عمر العياصرة أن تجربته البرلمانية غيّرت رؤيته للأردن، قائلاً: "كنت أراه ساحة من على البكب، ولما دخلت مجلس النواب رأيته وطناً"، في إشارة إلى تحوّل عميق في فهمه للشأن الوطني والمسؤولية السياسية.

وفي تصريحات تلفزيونية، شدد العياصرة على ضرورة أن يكون النائب حزبياً، معتبراً أن الحزب يشكّل هوية سياسية يجب أن تتجذر، مضيفاً: "الحزب ليس مجرد تنظيم، بل مشروع يحمل رواية داخلية قابلة للتقديم والبناء".

وأشار إلى أن الأردن لا يملك تجربة عميقة في إنتاج الأحزاب، بل يحمل إرثاً من العمل الحزبي المستورد من الخارج، وهو ما انعكس على بطء وتعثر التجربة الحزبية محلياً.

واعتبر أن تأسيس حياة حزبية في مجتمع تقليدي مهمة صعبة، خاصة في ظل سيادة الولاءات الاجتماعية على حساب الانتماء البرامجي، قائلاً: "علاقة القرابة ما زالت أقوى من العلاقة الحزبية البرامجية".

ورأى العياصرة أن تدخل الدولة في تشكيل الأحزاب الوسطية ساعد على منع تغوّل الأحزاب العقائدية، مشيراً إلى أن الحالة الحزبية ما زالت أقرب إلى الطابع التقليدي، وتحتاج إلى تأسيس جديد يعيد الاعتبار للعمل السياسي كمسار دائم، لا مجرد محطة انتخابية.

ودعا إلى تصالح بين الهويات السياسية والعشائرية والعائلية والمناطقية، مؤكداً أن "الحالة العشائرية ليست خصماً للأحزاب بل جزءاً من الشرعية الوطنية، ويجب التعامل معها باعتبارها مكوّناً أساسياً في بنية الدولة".

وفي ما يخص العلاقة مع الحركة الإسلامية، قال إن الدولة الأردنية شرعيتها دينية، وتدرك أهمية الإسلاميين في المشهد السياسي، مضيفاً: "لن تصطدم الدولة معهم على أساس الدين، بل على أساس السياسة".

وختم العياصرة حديثه بالإشارة إلى المتغيرات الإقليمية، قائلاً: "المنطقة مقبلة على توازنات جديدة بدون إسلام سياسي، والأردن يقرأ هذه التحولات بوعي".