دمشق تدفع بقواتها إلى قلب مدينة السويداء
وسط تصاعد التوتر في محافظة السويداء جنوب سوريا، أعلن العميد أحمد الدالاتي، قائد الأمن الداخلي في المحافظة، بدء دخول قوات وزارتي الداخلية والدفاع إلى مركز مدينة السويداء، في خطوة تهدف إلى "استعادة الأمن وحماية المدنيين"، بعد أيام من الاشتباكات الدامية.
ودعا الدالاتي الأهالي إلى التزام منازلهم، مطالبًا بعدم السماح لـ"العصابات الخارجة عن القانون" باستخدام المباني السكنية كمنصات للمواجهة مع القوات الحكومية. كما حمّل المرجعيات الدينية وقادة الفصائل مسؤولية الحفاظ على السلم الأهلي، داعيًا إلى تعاونهم لتأمين وسط المدينة واستقرار كامل المحافظة.
وقالت وزارة الدفاع السورية إن المجموعات المسلحة "تحاول الفرار من المواجهة بالتوغل في قلب مدينة السويداء"، مؤكدة استمرار العمليات العسكرية لملاحقة المسلحين في محيط المدينة، وموصية السكان بالإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة قد تشكل خطرًا على الأمن.
وفي موقف لافت، أعلنت الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز تأييدها للخطوة الحكومية، مؤكدة في بيان رسمي "ترحيبها بدخول قوات وزارتي الداخلية والدفاع إلى المدينة"، وشددت على ضرورة بسط الدولة سلطتها الأمنية عبر مؤسساتها الرسمية، بما يضمن استعادة الاستقرار وحقن الدماء.
ودعت الرئاسة الروحية الفصائل المسلحة إلى عدم مقاومة القوات الحكومية، وتسليم سلاحها للجهات الرسمية، مشيرة إلى أهمية فتح حوار مباشر مع الدولة لمعالجة أسباب التوتر، وتمكين مؤسسات الدولة من أداء دورها بالتعاون مع أبناء المحافظة.
وتأتي هذه التطورات في وقت تواصلت فيه الاشتباكات، لا سيما في الريف الغربي للسويداء، حيث أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المعارك تدور بين مسلحين من عشائر البدو وقوات الأمن من جهة، ومقاتلين دروز محليين من جهة أخرى.
وفي هذا السياق، تمكنت القوات الحكومية، مدعومة بدبابات وآليات ومئات العناصر، من السيطرة على قرية المزرعة ذات الغالبية الدرزية، الواقعة على مشارف المدينة، وتواصل تقدمها نحو مركز السويداء.
ومنذ مايو/أيار، تولّت فصائل درزية محلية إدارة الوضع الأمني داخل المدينة، بموجب اتفاق غير معلن مع السلطات، في ظل فراغ أمني نسبي. وتُعد محافظة السويداء، ذات الغالبية الدرزية، إحدى أكثر المناطق حساسية في الجغرافيا السورية، حيث يُقدر عدد أبناء الطائفة في البلاد بنحو 700 ألف نسمة.
ويتمركز الدروز بشكل رئيسي في جنوب سوريا، ولا سيما في محافظة السويداء، مع وجود مجتمعات أصغر في جرمانا وصحنايا قرب دمشق، إضافة إلى تواجد محدود في محافظة إدلب شمال البلاد.