وجّه سيب بلاتر، الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم، انتقادات حادة لما وصفه بـ"النفوذ المتزايد للسعودية" في المشهد الكروي العالمي، متحدثًا عن تحولات عميقة طالت هيكل اللعبة وتوازناتها الدولية، وسط غياب المعارضة داخل أروقة الفيفا، على حد قوله.

وفي مقابلة مع قناة NTV الألمانية، قال بلاتر (89 عامًا): "لقد خسرنا كرة القدم لصالح السعودية. نحن من منحناهم اللعبة، وهم استغلوها، ومن المدهش أنه لا يوجد أي صوت معارض داخل الفيفا".

وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه السعودية توسعًا ملحوظًا في المجال الكروي، بدءًا من حصولها على حق تنظيم كأس العالم 2034 بملف ترشح منفرد، ووصولًا إلى استثمارات كبرى عبر صندوق الاستثمارات العامة شملت الاستحواذ على أندية محلية مثل الهلال والنصر والاتحاد والأهلي، بالإضافة إلى امتلاك حصة الأغلبية في نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي، وصفقة حقوق بث ضخمة بقيمة مليار دولار مع منصة DAZN، فضلًا عن الحضور اللافت لعلامات تجارية سعودية مثل أرامكو والخطوط السعودية و"Visit Saudi" في بطولات دولية مرموقة.

وانتقد بلاتر أيضًا الصيغة الجديدة لكأس العالم للأندية، والتي أقيمت مؤخرًا في الولايات المتحدة بمشاركة موسعة، معتبرًا أن "البطولة أصبحت مزدحمة بالمباريات، وأن اللاعبين باتوا يتعرضون لضغط بدني ونفسي مفرط، دون فترات راحة كافية"، محذرًا من "مخاطر صحية حقيقية" على خلفية الظروف المناخية الصعبة التي صاحبت بعض المباريات.

ووجّه بلاتر كذلك انتقادات غير مباشرة للرئيس الحالي للفيفا، جياني إنفانتينو، معبرًا عن قلقه من طريقة إدارة المؤسسة الكروية الكبرى، قائلًا: "كل شيء أصبح رقميًا، لا أحد يعترض، حتى لو تأخرت ست ساعات عن مؤتمر، فلا يعتبر ذلك مشكلة".

وتأتي تصريحاته الأخيرة في أعقاب ما وصفه بـ"الفوضى الإدارية" خلال مؤتمر للفيفا عقد في باراغواي في مايو الماضي، حيث تأخر الحدث بعد أن اختار إنفانتينو مرافقة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في زيارة مشتركة إلى السعودية وقطر، ما أدى إلى تحويل الاجتماع إلى جلسة افتراضية.