السعايدة يكتب: المعادلة المقبلة أكثر خطورة
راكان السعايدة
الكيان الصهيوني، منذ لحظة زرعه في قلب المنطقة، لم يكن سوى قاعدة عسكرية متقدمة للهيمنة الغربية، أو بتعبير أدق: "حاملة طائرات أميركية لا تغرق"، وظيفتها الأولى تفكيك كل ما من شأنه أن يُنتج قوة عربية أو إسلامية حقيقية.
هذا الكيان لا يحتمل في محيطه دولة كبيرة، موحدة، ذات كثافة سكانية أو عمق حضاري. لذلك، لم يكن سقوط العراق وسوريا محض صدفة، بل نتاج مشروع مدروس لتقسيمهما طائفيًا وعرقيًا، وعزلهما عن أي إمكانية للنهوض مجددًا.
المعادلة المقبلة أكثر خطورة: إيران ومصر على الطاولة. وكلتاهما هدف، ولكن بطريقتين مختلفتين.
يهمني أن يفشل الكيان في تحييد إيران وتقسيمها، ويهمني أكثر أن تفشل مخططاته في النيل من مصر، لما تمثله من ثقل حضاري وتاريخي وجغرافي لا يمكن تعويضه.
مصر اليوم أمام لحظة مفصلية، لن يحمي أمنها القومي الحلفاء الزائفون، ولا التوازنات الوهمية. وحدها النهضة من الداخل، واليقظة الاستراتيجية، والإيمان بدورها التاريخي كحارس للبوابة الشرقية للوطن العربي، قادرة على كبح المشروع الصهيوني.
على مصر أن تدرك أن من تراهن عليهم كـ"عمق استراتيجي"، هم في الحقيقة امتداد مباشر لحلف الكيان، وأن الثقة بهم لا تقل خطورة عن العدو ذاته.
الإقليم في حالة سيولة واخطار لا حصر لها..