هآرتس: إيران تعيد صياغة استراتيجيتها النووية على طريقة باكستان وإسرائيل
الصحيفة استعرضت في تقرير موسع سلسلة من التصريحات الإيرانية المتضاربة، والتي كان أبرزها حديث رئيس منظمة الطاقة الذرية السابق علي أكبر صالحي مطلع عام 2024، حيث استخدم تشبيهاً لافتاً، قائلاً:
"لقد تجاوزنا جميع الحواجز العلمية النووية. لدينا كل ما تحتاجه السيارة: الهيكل، المحرك، التوجيه، وعلبة التروس... وكل هذه المكونات تؤدي وظيفتها".
ووصفت هآرتس هذا التصريح بأنه غامض لكنه استثنائي، كونه يوحي بامتلاك إيران لكافة مكونات القنبلة النووية دون الجزم بصنعها، في تكرار لنهج اتبعته إسرائيل في ستينيات القرن الماضي، عندما لمح رئيس وزرائها آنذاك ليفي إشكول إلى قدرة إسرائيل على صنع قنبلة ذرية دون تأكيد ذلك رسميًا.
بين الغموض السياسي والتقني
التحليل الإسرائيلي أشار إلى أن استراتيجية الغموض المتعمّد التي تنتهجها طهران تشبه كثيرًا التجربة الباكستانية، التي احتفظت بقدراتها النووية سرًّا حتى أجرت أولى تجاربها في عام 1998، بعد أقل من 3 أسابيع من تجربة مماثلة للهند.
وربطت الصحيفة بين إيران وباكستان من خلال ما أسمته بـ"خطة الطوارئ" التي يُعتقد أن طهران تحتفظ بها تحسبًا لقرار مفاجئ من المرشد الأعلى علي خامنئي لإجراء تجربة نووية.
واستندت في هذا الطرح إلى أن "غياب القرار السياسي لا يعني غياب الاستعداد التقني"، مضيفة أن "التصريحات المتكررة حول عدم سعي إيران لتصنيع سلاح نووي، قد تكون جزءًا من تضليل استراتيجي لإخفاء نواياها الحقيقية"، تمامًا كما فعلت إسلام أباد قبل أن تفاجئ العالم بتجربتها الأولى.
نحو اختبار "قريب جدًا"
بحسب هآرتس، فإن التقديرات الاستخباراتية تشير إلى أن إيران قد لا تكون بحاجة لأكثر من أسابيع قليلة للانتقال من وضع التجهيز إلى التنفيذ الفعلي لتجربة نووية، في حال صدر القرار السياسي بذلك.
وتختم الصحيفة تقريرها بالتأكيد على أن "نفي إيران لسعيها نحو امتلاك قنبلة نووية لا يعني أن علمائها لا يعملون على تقليص الجداول الزمنية"، مرجحة أن تكون المنشآت السرية والعلنية في إيران تُدار بالفعل بروح هذا "التحول الاستراتيجي الغامض