كمين بيت حانون يحرج القيادة الإسرائيلية ويعظم خسائرها

 

قال الخبير العسكري، العميد الركن المتقاعد أيمن الروسان إن المثير في كمين بيت حانون هو بنيته المركبة، فقد شاركت فيه مجموعات مختلفة تولت الرصد والمتابعة، وأخرى للتنفيذ، ومجموعات قطع النجدة والتعزيز، إلى جانب قيادة وسيطرة ميدانية واضحة قادرة على التنسيق اللحظي بين هذه المجموعات.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن ما جرى تمثل في استثمار بسيط للإمكانات المتاحة مثل المناظير الليلية، مقابل قوات إسرائيلية مزوّدة بأحدث تقنيات الاستشعار والدعم الجوي من الطائرات المسيّرة.

وبيّن الروسان أن هذا الكمين يأتي في سياق تصاعد عمليات المقاومة التي أدت – منذ تجدد الحرب في مارس/آذار 2025 – إلى مقتل 50 ضابطًا وجنديًا إسرائيليًا وإصابة ما لا يقل عن 118 آخرين، مضيفًا أن المقاومة، ورغم الاغتيالات المركّزة التي طالت بعض قادتها، تواصل توجيه ضربات موجعة، بما يبدّد فرضية "الحسم العسكري" التي روّجت لها قيادة الاحتلال.

ونوّه إلى أن الكمين يكشف عن ضعف ادعاءات المستوى العسكري الإسرائيلي حول السيطرة على نحو 65% من قطاع غزة؛ فبيت حانون، التي أعلن الاحتلال مرارًا "تطهيرها"، عادت لتكون مسرحًا لكمين معقد، بما يؤكد أن سيطرة الاحتلال – إن وجدت – هي بالنيران فحسب وليست على الأرض فعليًا.

وذكر أن العملية جاءت في توقيت حساس للغاية، تزامن مع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة ومساعيه لفرض رؤيته بشأن "اليوم التالي" لغزة، بما في ذلك مشاريع إدارة القطاع عبر شخصيات عشائرية أو الدفع باتجاه "التهجير الطوعي"، وهي كذلك تتزامن مع جهود وساطة في الدوحة والقاهرة لانتزاع هدنة مؤقتة.

ولفت الروسان الانتباه إلى أن الكمين يحمل رسالة مزدوجة تتمثل في تأكيد قدرة المقاومة على ضرب قوات الاحتلال حتى في المناطق "المُسيطر عليها"، مع تعظيم الأثر النفسي والإعلامي على الجنود الإسرائيليين، وأيضًا محاولة التأثير على مجريات التفاوض عبر إظهار أن خيار "الاستسلام" غير وارد ميدانيًا.

وأردف أن كمين بيت حانون يثبت أن المقاومة الفلسطينية لا تزال قادرة على المفاجأة، حتى بعد شهور من الحرب والضغط العسكري الشديد، كما يسلط الضوء على مأزق جيش الاحتلال في غزة، من خلال خسائر متواصلة في الأرواح والروح المعنوية، وواقع ميداني يُكذّب الروايات الرسمية التي تتحدث عن "حسم وشيك".