دعوة لتبني الحقنة الثورية الجديدة لعلاج السرطان في الأردن

 

دعا عضو اللجنة الوطنية لليقظة الدوائية، ومستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض المعدية الدكتور ضرار بلعاوي، إلى تبني الحقنة العلاجية الثورية الجديدة لعلاج السرطان في الأردن، والتي تُعد تحولًا نوعيًا في أساليب الرعاية الصحية لمرضى الأورام.

وقال بلعاوي في تصريح إلى صحيفة "الرأي" إن التقنية الجديدة، التي تُقلص مدة العلاج المناعي من نحو ساعة إلى أقل من خمس دقائق، تمثل نقلة حقيقية في تحسين جودة حياة المرضى، وتخفيف الضغط على المراكز الطبية، دون المساس بفعالية العلاج أو مأمونيته.

ابتكار بريطاني يوفر الوقت والجهد للمرضى

ويأتي هذا التوجه في أعقاب إعلان هيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة (NHS) عن إطلاق حقنة علاجية تحت الجلد تحتوي على عقار نيفولوماب (Nivolumab) – المعروف تجاريًا باسم أوبديفو (Opdivo) – لعلاج أنواع متعددة من السرطان.

وبحسب الهيئة، فإن الحقنة تُختصر جلسات العلاج من 30–60 دقيقة عبر الوريد إلى ما لا يزيد عن خمس دقائق بالحقن تحت الجلد، ما سيتيح لنحو 1200 مريض شهريًا الاستفادة من هذا الابتكار، ويوفر أكثر من 1000 ساعة علاج في المستشفيات البريطانية شهريًا.

وأظهرت التجارب السريرية أن الغالبية العظمى من المرضى يفضلون هذه الطريقة بسبب بساطتها وراحتها مقارنة بالحقن الوريدي، وفق ما أكدته الهيئة البريطانية.

بلعاوي: فرصة للأردن لتحديث نظام علاج السرطان

وأوضح الدكتور بلعاوي أن نيفولوماب ينتمي إلى فئة مثبطات بروتين PD-1، التي تساعد الجهاز المناعي على التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها، بعد أن كانت هذه الخلايا قادرة على خداع الخلايا التائية وتعطيل عملها.

وأضاف أن هذا الدواء أصبح عنصرًا أساسيًا في علاج 15 نوعًا من السرطان، منها: الرئة، الكلى، الجلد، القولون، المثانة، الرأس والعنق، مشيرًا إلى أن تقليص وقت الجلسة له أثر نفسي وعملي كبير على المرضى، خاصة من يعانون من إرهاق أو يسافرون مسافات طويلة لتلقي العلاج.

ودعا بلعاوي وزارة الصحة والجهات المعنية في الأردن إلى اتخاذ خطوات عملية لتبني هذه التقنية الحديثة، عبر تطوير البنية التحتية الصحية، وتعزيز التعاون مع شركات الأدوية العالمية لتوفير العلاج بأسعار عادلة، مؤكدًا أن "الابتكار وحده لا يكفي، بل لا بد من قرارات استراتيجية تضمن إيصال هذه التقنيات للمواطن دون عوائق مالية أو تنظيمية".

نموذج جديد في رعاية مرضى السرطان

وأشار بلعاوي إلى أن مستقبل علاج الأورام لا يعتمد فقط على تطوير أدوية أكثر فعالية، بل يشمل كذلك إيجاد طرق إعطاء ذكية، رحيمة، ومصممة لتقليل المعاناة والوقت، معتبرًا أن هذه الحقنة تمثل بداية لهذا التوجه العالمي، وعلى الأردن أن يكون جزءًا منه.

وختم بلعاوي بالقول إن إدخال هذه التقنية إلى الأردن يمثل فرصة لإعادة النظر في آليات تقديم علاج السرطان، وتطوير أدوات توزيع الخدمات الصحية لتكون أكثر كفاءة وملاءمة لاحتياجات المرضى.