البراري يكتب : لا يرونا كمجتمعات
حسن البراري
- ظاهرة ياسر أبو شباب في غزة وفكرة إمارة الخليل في الضفة الغربية تمثل امتدادًا لمحاولات توظيف البنية العشائرية في سياق سياسي يخدم تفتيت المجتمع الفلسطيني، عبر إحياء الولاءات الضيقة على حساب الانتماء الوطني.
- ما يجري يذكّر بتجربة "روابط القرى" التي أنشأها الاحتلال في الضفة الغربية أوائل ثمانينيات القرن الماضي، كأداة بديلة عن منظمة التحرير لخلق قيادات محلية تابعة للعدو. صاحب الفكرة هو البروفيسور مناحيم ميلسون أستاذ الأدب العربي في الجامعة العبرية الذي دخل الوهم عقله بأنه يفهم بنية المجتمع الفلسطيني بعد دراسته في فترة ما بين الحربين.
- التجربة تعيد للأذهان أيضًا ظاهرة سعد حداد ثم أنطوان لحد في جنوب لبنان، حين اعتمدت إسرائيل على زعامات محلية مرتبطة بها لإدارة منطقة أمنية عازلة.
- خلف هذه المشاريع جميعًا تقف عقلية ليكودية تهدف إلى إضعاف الهوية الوطنية الفلسطينية عبر تغذية الانقسامات الداخلية، سواء على أساس عشائري أو مناطقي أو فصائلي. كل هذه المحاولات جرت والليكود على سدة الحكم.
- أولم يقل الشاعر نزار قباني "لم يدخل العدو من حدودنا.. بل تسرب مثل النمل من عيوبنا". وما يجري اليوم يعكس هذا القول بوضوح، فالثغرة التي ينفذ منها العدو ليست عسكرية فقط بل اجتماعية داخلية.
- لكن أولم تفشل كل هذه المحاولات في السابق؟