نتنياهو من البيت الأبيض: لا دولة فلسطينية

 

في تصريحات مثيرة للجدل من داخل البيت الأبيض، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فكرة قيام دولة فلسطينية ذات سيادة، معتبرًا أن أي دولة للفلسطينيين "ستكون منصة لتدمير إسرائيل"، بالتزامن مع تلميحات جديدة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب بإعادة طرح مخطط تهجير سكان قطاع غزة إلى دول مجاورة.

جاءت هذه التصريحات خلال لقاء جمع نتنياهو وترامب مساء الاثنين بالتوقيت المحلي، في وقت تخوض فيه إسرائيل مفاوضات غير مباشرة مع حركة حماس في قطر بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وفي ردّه على سؤال حول حل الدولتين، قال ترمب: "لا أعرف"، وأحال الإجابة إلى نتنياهو الذي أوضح: "نريد أن يحكم الفلسطينيون أنفسهم لكن دون أن يمتلكوا صلاحيات تهددنا. السيادة الأمنية يجب أن تبقى في أيدينا".

وأشار نتنياهو إلى أن إسرائيل لن تسمح بتكرار هجوم 7 أكتوبر الذي نفذته حماس، والذي اعتبره دليلاً على خطورة منح الفلسطينيين كيانًا مستقلًا.

ترامب: غزة بلا فلسطينيين؟

من جهته، عاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب للتلميح بإمكانية تهجير سكان غزة، قائلاً إن "الدول المحيطة تقدم تعاونًا كبيرًا"، وإن هناك جهودًا لإعادة إعمار القطاع ليصبح "ريفييرا الشرق الأوسط"، خاليًا من الفلسطينيين.

وأشار ترمب إلى وجود خطة أميركية تبحث نقل مليون فلسطيني من غزة إلى دول مثل ليبيا، وفق ما نقلته شبكة NBC، وسط نفي رسمي من واشنطن، ورفض عربي واسع لأي مخطط للتهجير القسري.

وأضاف نتنياهو خلال مأدبة عشاء في البيت الأبيض: "من يريد من سكان غزة البقاء فليكن، ومن يرغب في المغادرة يجب أن يُمنح الفرصة لذلك"، مشيرًا إلى أن حكومته تنسق مع واشنطن لإيجاد دول تستضيف الفلسطينيين.

رفض دولي وتحركات يمينية في إسرائيل

المقترحات الأميركية والإسرائيلية قوبلت برفض شديد من عدة دول عربية، ووزراء خارجية المجموعة الإسلامية، الذين جددوا موقفهم الداعي لإقامة دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو/حزيران 1967، ورفضهم القاطع لمشاريع التهجير أو نقل السكان.

في المقابل، يدفع وزراء في حزب الليكود الإسرائيلي باتجاه ضم الضفة الغربية المحتلة قبل انتهاء الدورة الحالية للكنيست في نهاية يوليو، ما يعزز المخاوف من تصعيد سياسي يعرقل أي مسار تفاوضي جاد.

وتأتي هذه التطورات في وقت أعلنت فيه وزارة الصحة في غزة تجاوز حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية 57 ألف شهيد، وسط دمار واسع ونزوح جماعي لسكان القطاع، في حرب مستمرة منذ أكتوبر 2023.