كمين محكم في بيت حانون يفتك بوحدة إسرائيلية نخبوية
قُتل 5 جنود إسرائيليين وأُصيب 14 آخرون على الأقل في عملية نوعية نفذتها المقاومة الفلسطينية في بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة، وفق ما أعلنه جيش الاحتلال صباح الثلاثاء، في واحدة من أقوى الضربات التي تطال صفوفه منذ بدء الحرب.
وبحسب الرواية الإسرائيلية، فُجّرت عبوة ناسفة في مدرعة كانت تقل الجنود، قبل أن تُستهدف قذيفة مضادة للدروع روبوتًا محمّلاً بالذخيرة أثناء تجهيزه، لتتوالى بعد ذلك الضربات على قوات الإنقاذ التي هرعت للموقع، وسط دوي انفجارات سمع في مدينة عسقلان.
ووصفت وسائل إعلام عبرية الحادث بأنه "من أسوأ ما واجهته القوات الإسرائيلية منذ بدء الحرب"، مشيرة إلى أن الضحايا ينتمون لوحدة "يهلوم" الهندسية النخبوية، والتي تعمل على تفخيخ وتفجير منازل الفلسطينيين. ولفتت إلى أن بعض الجنود احترقت جثثهم بالكامل، فيما لا يزال أحدهم مفقودًا حتى لحظة إعداد الخبر.
كانت الوحدة المستهدفة تعمل تحت مظلة كتيبة "نتسح يهودا"، التي تضم جنودًا من التيار اليهودي المتشدد (الحريديم).
وأشارت التقارير الإسرائيلية إلى أن الكمين نُفذ عبر أربع عبوات ناسفة متتالية، استهدفت دبابة، ثم قوة إنقاذ، فتعزيزات إضافية، أعقبتها رشقات نارية مباشرة، ما أدى إلى فوضى في الموقع، واشتعال عدد من الآليات.
في أعقاب العملية، دوت صفارات الإنذار في مستوطنات غلاف غزة تحسبًا لردّ صاروخي، فيما حلّقت مروحيات الاحتلال بكثافة فوق موقع الكمين لإخلاء المصابين.
وأكدت كتائب القسام، عبر المتحدث باسمها أبو عبيدة، أن "جثث وجنائز الإسرائيليين ستصبح مشهدًا يوميًا ما دام العدوان مستمرًا"، مضيفًا: "سندكّ هيبة جيشكم".
تصاعد متواصل للخسائر الإسرائيلية
وبحسب بيانات رسمية وإعلامية، فقد تصاعدت خسائر الجيش الإسرائيلي خلال الأسابيع الماضية، خاصة في يونيو/حزيران، الذي وصف بأنه الأكثر دموية، مع مقتل 20 جنديًا وضابطًا.
وكانت المقاومة قد نفذت، خلال الأيام الماضية، سلسلة عمليات نوعية أدت إلى مقتل وإصابة عدد كبير من الجنود في الشجاعية وخان يونس ومواقع متقدمة شمال وجنوب القطاع.
ومنذ تجدد الحرب في مارس/آذار 2025، قُتل 37 جنديًا إسرائيليًا وأُصيب ما لا يقل عن 98 آخرين. وبشكل عام، ارتفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي إلى 887 جنديًا وضابطًا منذ بدء الحرب، بينهم 443 خلال الاجتياح البري، في حين بلغ عدد المصابين الإجمالي 6060، بينهم 2768 في المعارك البرية.
ولا يزال 158 جنديًا يتلقون العلاج داخل المستشفيات، 18 منهم في حالة حرجة، بينما أعلن قسم إعادة التأهيل في الجيش تقديم الدعم لـ16,500 جندي، بينهم 7,300 يعانون من صدمات نفسية.