علامات في الثلاثينات قد تكون بداية الخرف

 

أثارت الزيادة اللافتة في حالات الخرف المبكر بين فئة الشباب قلق الأطباء والباحثين، خاصة في ظل ظهور مؤشرات غير تقليدية قد تمرّ دون انتباه، من بينها الإفراط المفاجئ في استهلاك الكحول خلال العقد الثالث أو الرابع من العمر.

ورغم أن هذا السلوك يُفسّر غالبًا كردة فعل طبيعية تجاه ضغوط الحياة أو أزمات نفسية، إلا أن خبراء أعصاب يحذّرون من احتمال أن يكون أحد العلامات الأولى على الإصابة بنوع نادر وخطير من الخرف يُعرف باسم "الخرف الجبهي الصدغي" (FTD)، وهو ثالث أكثر أنواع الخرف شيوعًا بين الشباب.

ويختلف هذا النوع من الخرف عن الزهايمر، إذ لا يبدأ بفقدان الذاكرة، بل يستهدف المناطق المسؤولة عن السلوك والشخصية في الدماغ، ما يؤدي إلى تغيّرات حادة في التصرفات الاجتماعية والانفعالية. وتشمل الأعراض المبكرة: التصرف بطريقة غير لائقة اجتماعيًا، اندفاع غير مفسر، أو ظهور إدمان مفاجئ على الكحول.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل"، يؤكد الباحث في أبحاث الخرف، الدكتور بول ليتل، أن الكثير من المرضى يتم تشخيصهم لسنوات على أنهم يعانون من اضطرابات نفسية، قبل أن يتضح أن السبب الحقيقي هو تغيّر تدريجي في بنية الدماغ.

وقد تم توثيق حالات لأشخاص في أواخر العشرينات من العمر عانوا من تغيّرات سلوكية جذرية، أدّت إلى مشكلات قانونية واجتماعية قبل الوصول إلى التشخيص الصحيح.

ويشير الباحثون إلى أن هذا النوع من الخرف قد يظهر عبر تصرفات غير متوقعة مثل السرقة، أو التلفظ بكلمات جارحة دون وعي، أو إهمال النظافة الشخصية بشكل مفاجئ، مما قد يُفسّر من قبل المحيطين على أنه اكتئاب أو "أزمة منتصف العمر"، ما يؤدي إلى تأخير اكتشاف المرض.

تشخيص مبكر دون علاج شافٍ

ورغم أن الخرف الجبهي الصدغي لا يزال بدون علاج شافٍ حتى اليوم، فإن التشخيص المبكر يمكن أن يساعد في إدارة الأعراض وتقديم الدعم الأسري والنفسي المناسب. وتشير الإحصاءات إلى أن متوسط بقاء المرضى بعد ظهور الأعراض يتراوح بين عامين و12 عامًا فقط.

وفي ظل هذه الحقائق، يدعو الخبراء إلى ضرورة التوعية بمظاهر السلوك غير المعتادة في سن الشباب، خصوصًا تلك التي تتكرر أو تزداد حدتها بشكل ملحوظ.