"علماء الأردن" عن "اختيار الخمور": اعتداء صريح على القرآن والسنة

 

أعربت رابطة علماء الأردن عن قلقها البالغ إزاء تكرار حالات التسمم نتيجة تعاطي أنواع فاسدة من المشروبات الكحولية، محذّرة من تصريحات رسمية اعتبرتها متعارضة مع الثوابت الشرعية ومقاصد الإسلام في حفظ الدين والنفس.

وفي بيان رسمي صدر عنها، شددت الرابطة على أن تحريم الخمر أمر قطعي وثابت في الشريعة الإسلامية، مستندة إلى قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ... رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" [المائدة: 90].

https://jornews.com/post/120742

كما استشهد البيان بأحاديث نبوية تحذر من التعامل مع الخمر بجميع صوره، من شربٍ وبيعٍ وحملٍ وترويج.

وانتقدت الرابطة ما وصفته بـ"التصريحات غير المسؤولة" التي دعت إلى "اختيار أنواع جيدة من الخمور"، معتبرة أن ذلك يتنافى مع النصوص الشرعية القطعية، وقد يفتح الباب لتطبيع محرمات منصوص عليها في الدين، ما يُعد – بحسب البيان – "اعتداء على حرمة النص الشرعي، وتشجيعًا ضمنيًا على تعاطي الحرام".

كما رفضت الرابطة مقترحات تقنين بيع الخمور عبر بطاقات أو تنظيمات تحدد السن أو الكمية، ووصفتها بأنها انحراف خطير عن الموقف الشرعي، يمثل تهديدًا للبنية القيمية للمجتمع، ومحاولة لشرعنة منكر معروف.

وفي سياق التفاعل مع ضحايا التسمم، حذّرت الرابطة من الشماتة أو الإساءة، مؤكدة أن النُصح لا يبرر التجاوز بحق المتضررين، داعية إلى الدعاء لهم بالشفاء والعبرة مما جرى.

وسلّط البيان الضوء على الأضرار الصحية والاجتماعية الناجمة عن تعاطي الكحول، كتشمع الكبد، واضطرابات الجهاز العصبي، والانهيارات الأسرية، والانتحار، وارتفاع معدلات الجريمة، معتبرًا أن مواجهة هذه الظواهر مسؤولية جماعية.

واختتمت رابطة علماء الأردن بيانها بالتأكيد على أن الحفاظ على ثوابت الشريعة، وصون المجتمع من هذه الآفات، مسؤولية شرعية ووطنية، تستوجب تعاون العلماء، والمجتمع، وصنّاع القرار في التصدي لكل ما يمس القيم والأمن الأخلاقي للأمة.

وتاليًا نص البيان:

( بسم الله الرحمن الرحيم )

بيان صادر عن رابطة علماء الأردن

الحمد لله الذي حرم الخبائث، وأحل الطيبات والصلاة والسلام على سيدنا محمد القائل: كل مسكر خمر، وكل خمر حرام .

تابعت رابطة علماء الأردن ببالغ القلق والأسى ما تم تداوله مؤخرًا من أخبار حول حالات تسمم متكررة بسبب تعاطي أنواع فاسدة من الخمور، وما رافق ذلك من تصريحات رسمية تتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية ومقاصدها.

وإن الرابطة، انطلاقا من واجبها الشرعي في البيان والتوجيه والنصيحة، تؤكد على ما يلي:

أولا:
إن الخمر محزمة بنصوص قطعية من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، قال الله تعالى:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [المائدة: 90].

وقد جاء في السنة النبوية الصحيحة أن الرسول صلى الله عليه وسلم لعن الخمر وشاربها وعاصرها، ومعتصرها، وحاملها، والمحمولة إليه، وساقيها، وشاربها، وبائعها، ومشتريها كما في الحديث الذي رواه الترمذي وأبو داود وغيرهما.

ثانيا:
تستنكر الرابطة أشد الاستنكار التصريحات التي دعت إلى اختيار النوع الجيد من الخمر وتعد هذه التصريحات اعتداء صريحًا على كلام الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وتشجيعا ضمنيا على تعاطي أمر محرم بنصوص قطعية.

ثالثا:
ترفض الرابطة رفضا قاطعا ما يطرح من مقترحات لتنظيم بيع الخمور عبر بطاقات تحدد السن والكمية والنوع، فإن في ذلك إدارة للظهر عن الحكم الشرعي الجازم، وتطبيغا مع منكر عظيم حرمه الله ورسوله، وهو ما لا يجوز السكوت عليه شرعا ولا وطنيا، فضلا عن آثاره الاجتماعية والصحية المدمرة.

رابعا:
تؤكد الرابطة أن الشماتة والتشفي بالمصابين، سواء أحياء أو أمواتا، لا يليق بمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر، وإننا، وإن كنا نذكر المعصية ونحذر من عواقبها، إلا أننا لا نتشفى بالذين قضوا نحبهم بسببها، بل نسأل الله تعالى أن يعاملهم بعدله ولطفه.

خامسا:
تدعو الرابطة أبناء هذا الوطن الطيب إلى نبذ آفة الخمر وأسبابها ومسالكها، وتذكر بخطورة آثارها الصحية التي أكدها الأطباء، وعلى رأسها تشمع الكبد، واضطرابات الجهاز العصبي، وصولا إلى الانتحار والجريمة، ناهيك عن الخراب الأسري، والطلاق، والانهيار الأخلاقي والتربوي.

وفي الختام، تؤكد رابطة علماء الأردن أن الحفاظ على ثوابت الدين، وصون المجتمع من هذه الآفات، مسؤولية شرعية ووطنية مشتركة تستوجب تضافر الجهود بين العلماء وصناع القرار، وأبناء المجتمع كافة.