البراري يكتب : إيران تجبر أمريكا على رفع الراية البيضاء

 

حسن البراري

بعد وقف الحرب مباشرة ركزت كثيرا على ما يكتب في الصحافة الإيرانية حتى أتمكن من تكوين رأي مستنير عن البنية الذهنية للإيرانيين، ويمكن تلخيص السردية الإيرانية كما يلي:

أجبرت الضربة الإيرانية الاستراتيجية التي استهدفت قاعدة العديد الجوية واشنطن إلى تغيير حساباتها الاستراتيجية ورفع الراية البيضاء أمام الضغط الإيراني. وتفيد هذه السردية بأن إيران رفضت وقف اطلاق النار بعد أن أصبحت دولة الكيان على شفير الهاوية إلا بعد أن رفعت أمريكا الراية البيضاء واستجابت لشروط إيران الأربع وهي:

1. الاعتراف بالمشروع النووي الإيراني: اعتبرت إيران أن الاعتراف بمشروعها النووي حقًا سياديًا لا يمكن التنازل عنه ويمكن النظر للقبول الأمريكي بهذا الشرط بأنه يعكس تغيّرًا جذريًا في الموقف الدولي تجاه طهران.

2. رفع العقوبات: طالبت إيران بإزالة جميع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، معتبرة أن هذه العقوبات تُستخدم كأداة للضغط السياسي والاقتصادي غير الشرعي، وعليه استعدت واشنطن لرفع العقوبات فورا خشية من الضربات الإيرانية الموجعة كما جرى في قاعدة العديد.

3. وقف الحرب على غزة: وضعت إيران نهاية الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة كشرط أساسي، مؤكدة أن دعمها للمقاومة الفلسطينية غير قابل للتفاوض.

4. وقف الاعتداءات على لبنان: شددت طهران على ضرورة وقف الأعمال العسكرية الإسرائيلية ضد لبنان، مما يثبت دعمها القوي لحلفائها في المنطقة.

هذه الشروط جاءت لتعكس موقع إيران الجديد كلاعب أساسي في المعادلات الاستراتيجية للشرق الأوسط، حيث استطاعت فرض شروطها في مواجهة قوة عالمية كبرى. من الواضح أن هذا التحول لن يقتصر على مجرد إنهاء التصعيد الحالي، بل سيفرض قواعد جديدة على السياسة الإقليمية والدولية، ويعيد صياغة التحالفات والاستراتيجيات في منطقة الشرق الأوسط.

هذا باختصار جوهر الرواية الإيرانية كما تبدو من تصريحات المسؤولين وكتاب الصحافة الإيرانية. وتختم هذه السردية بأن هناك جواسيس هما: أبن شاه إيران، ورئيس وكالة الطاقة الذرية.