الصحة: غسيل كلى وإنعاش مكثّف للمصابين بالتسمم

 

أعلن مدير إدارة الشؤون الفنية في وزارة الصحة، الدكتور عماد أبو يقين، تسجيل 9 حالات وفاة و27 إصابة نتيجة تسمم حاد ناجم عن تعاطي مشروبات كحولية ملوثة بمادة "الميثانول"، وهي مادة صناعية شديدة السمية ولا تصلح للاستهلاك البشري، مؤكداً أن المصابين يخضعون حالياً لعناية طبية مكثفة تشمل غسيل الكلى ودعم أجهزة التنفس الصناعي في مستشفيات الزرقاء وعمّان والبلقاء.

وأوضح الدكتور أبو يقين، في تصريح اليوم الإثنين، أن غالبية الحالات تم التعامل معها بإجراءات طبية عاجلة، وعلى رأسها عمليات الغسيل الكلوي لاستخلاص السموم من مجرى الدم، فيما تم نقل معظم المصابين إلى أقسام العناية الحثيثة نتيجة تعقيدات صحية خطيرة تهدد حياتهم.

وحذر أبو يقين من الخطورة البالغة لمادة الميثانول، موضحاً أنها تُستخدم عادة كمذيب في الصناعات الكيميائية والدهانات وكمادة مضافة للوقود، ولا يجوز بأي حال من الأحوال استخدامها في المنتجات الاستهلاكية أو الكحولية.

وبيّن أن الميثانول يتحول داخل الكبد إلى مركّبات سامة تعيق إنتاج الطاقة في الخلايا، وتستهدف الجهاز العصبي المركزي وشبكية العين، مما يؤدي إلى ارتفاع شديد في حموضة الدم، وظهور أعراض تتضمن الغثيان الشديد، وتسارع التنفّس، والدوار، وضبابية الرؤية قد تتطور إلى العمى، إلى جانب اختلالات عصبية وفشل في الأعضاء الحيوية.

وأشار إلى أن الأعراض قد تظهر خلال ساعتين إلى ثلاث ساعات بعد التعاطي، وقد تتأخر في بعض الحالات حتى 36 ساعة، حسب الكمية المتناولة.

وشدد على أن الغسيل الكلوي هو "الإجراء الأهم المنقذ للحياة"، إلى جانب دعم الجهاز التنفسي، غير أن هذه الإجراءات تصبح أقل فعالية إذا كانت جرعة السم مرتفعة.

وفي تحذير مباشر للمواطنين، دعا أبو يقين إلى تجنّب تعاطي أي نوع من المشروبات الكحولية خصوصاً في ظل الوضع الحالي، مشيراً إلى أن الكحول الإيثيلي ذاته يُعدّ ضاراً بالكبد والكلى وقد يفاقم الأمراض المزمنة، أما الكحول الملوث بالميثانول فيكفي مقدار صغير منه ليتسبب بالوفاة.

كما ناشد الدكتور أبو يقين كل من تظهر عليه أعراض التسمم التوجه فورًا إلى أقسام الطوارئ في المستشفيات، مؤكداً أن سرعة الاستجابة هي العامل الحاسم في إنقاذ الأرواح.

وكشف أن الحالات الأولى التي وصلت إلى مستشفى الزرقاء الحكومي أظهرت أعراضًا حادة لارتفاع حموضة الدم وتغير نسب الأيونات الحيوية، ما دفع الفرق الطبية إلى اتخاذ إجراءات طارئة وشاملة قبل أن يتبين، من خلال الفحوصات، وجود مادة الميثانول كمسبب رئيسي للتسمم.

وتواصل وزارة الصحة، بحسب أبو يقين، رفع الجاهزية في جميع أقسام الطوارئ والإسعاف في المستشفيات الحكومية لمواجهة أي حالات إضافية، مؤكداً استمرار التنسيق مع الجهات الأمنية والرقابية لضمان سحب المنتجات الملوثة من الأسواق ومنع تكرار هذه الكارثة.