الدباس يكتب : حكومتنا الرشيدة.. الداية السلطية قالت كلمتها.. لا نبضٌ.. ولا رجاء..
محمود الدباس - أبو الليث..
في السلط.. المدينة التي تعانق الجبال.. وتكابد الإهمال.. حطّت الحكومة رحالها.. وابتسم الوزراء للكاميرات.. وكأن شيئاً ما سيحدث.. وكأن السماء ستُمطر قرارات.. أو أن شارع الستين سيُكمَل بسحر اللحظة.. لا بمخصصات.. تبخّرت في ليلٍ لا قمر فيه..
دخلوا السلط.. كمن يدخل عرساُ في غير وقته.. وزفّوا الاجتماع كحدث تاريخي.. ثم خرجوا بلا صوت.. وكأن المدينة كانت مجرد ستارة.. لمشهدٍ بلا نص.. ولا نية.. ولا نهاية..
شارع الستين.. أو ما تبقى منه.. والذي يحمل اسماً عزيزاً على قيادتنا الهاشمية (القدس عربية).. بقي على حاله.. كجملة غير مكتملة.. تبدأ بأملٍ.. وتنتهي بمرارة.. اختفت مخصصاته.. كما تختفي الوعود الموسمية بعد أول مطر.. وبقيت السيارات تلتف حول العجز.. وأبناء السلط بشكل خاص.. والمحافظة بشكل عام.. يدورون في حلقة الزحام.. والتنمية المعطوبة..
أما مغاريب السلط.. فهي قصة أخرى.. مزيجٌ من روائح الماضي.. وفضلات الحاضر.. صرفٌ صحي لا يصرف شيئاً من الألم.. وكأن الزمن توقف هناك.. أو أن الحكومة قررت ترك المواطنين يتذوقون طعم القرون الوسطى حرفياً.. فمن لا يشمّ الرائحة.. يشمّ الإهمال..
ولأن السلط ليست بعيدة عن العاصمة.. بل تمسك بأطرافها.. فقد ظنّ أهلها.. أن القرب سيمنحهم نصيباً من التنمية.. لكنهم اكتشفوا.. أن الجغرافيا وحدها لا تكفي.. وأن الصوت القريب لا يُسمع.. إذا كان مَن يخاطبونه.. لا يريد أن يسمع..
قالوا لنا.. الحكومة في السلط.. فهللنا.. وقلنا.. لعلها بشرى خير.. أو بداية انفتاح لصفحة جديدة.. لكننا استيقظنا على صفحة بيضاء.. لا حبر فيها.. ولا نية للكتابة..
فمن جاءوا إلى السلط.. خرجوا منها كما دخلوا.. لا وعداً تحقّق.. ولا مشروعاً انطلق.. أو حتى اكتمل.. ولا تصريحاً أراح القلب.. فقط صورة تذكارية.. وبعض الكلمات.. التي لا تسمن.. ولا تُغني عن قرار..
لذلك نقولها.. أهلا وسهلا بكم يا حكومة.. ولكننا لم نعد نصدق الضيوف الذين لا يأتون بهدية.. ولا الوزراء الذين لا يحملون حقيبة مليئة.. إلا بالتصريحات المتقنة.. والخالية من الفعل..
كنا ننتظر مولوداً جديداً.. قراراً.. أو مشروعاً يصرخ بالحياة.. لكننا فوجئنا بحمل كاذب.. وابتسامة باهتة.. واجتماعٍ لم يترك في ذاكرتنا.. سوى سؤالٍ واحد.. لماذا أتيتم أصلاً؟!..
فالداية السلطية.. التي تعوّدت على التشخيص الدقيق.. لا تنخدع بالحمل الكاذب.. ولا تصفّق لمن جاءها بلا نبضٍ.. ولا رجاء..